كل ما يقوم به التلاميذ بين جدران المدرسة أو خارجها من أعمال - في غير أوقات التدريس - كتنظيم المسابقات والحفلان والرحلان وإنشاء جمعيات الرسم والتصوير والموسيقا، وتأليف لجان التعاون والتوفير والحانوت وسواها من كل ما يقتضي عملاً حراً وتفكيراً في الغايات والوسائل يمكن أن يدعى بـ الأعمال الحرة.
فالاستظهار درس يحفظ التلاميذ خلاله المقطوعات الشعرية والنثرية، ويتذوقون معانيها، أما في ساعات العمال الحرة، إذا قامت لجنة من التلاميذ في إعداد مباراة خطابية، ووزعت الأعمال على أفراد صف أو أكثر في المدرسة، وكلفت معلمي المدرسة أو الأولياء لحضور هذه المباراة، وكان ذلك كله بإرشاد أحد المعلمين وتحت إشراف المدرسة، كانت هذه الأعمال حرة وليست درس استظهار.
والأشغال اليدوية والرسم درسان يشتغل خلالهما التلاميذ ويرسمون، فيكتسبون المهارة في اليد، وتمييز الأبعاد والنسب في العين، أما إذا قامت لجنة من التلاميذ في تهئية معرض لأشغال تلاميذ المدرسة ورسومهم ونسقتها خير تنسيق، ورتبتها ترتيباً في ذوق وطرافة، وقرنت أعمال التلاميذ ببطاقات عليها أسماء أصحابها، وخصصت يوماً من أيام السنة لعرض هذه الأشغال والرسوم على من أراد من سكان الحي أو المدينة، وأعدت كل الأسباب لنجاح هذا المعرض، كانت هذه الأعمال حرة وليست درساً للأشغال والرسم.
والرياضة والموسيقى درسان يتمرن فيهما التلاميذ على الحركات، والغناء، لتقوية الأبدان وإرهاف الشعور والوجدان. فإذا عملت لجنة من التلاميذ على إجراء الحركات المشتركة والألعاب المنوعة، وعقدت لذلك جلسات نظمت فيها هذه الأعمال بإرشاد المعلم وتحت إشراف المدرسة، وحرصت على تدريب من اشتراك في هذه الألعاب حتى يشمل معظم التلاميذ، وهيأت مسابقات يشترك فيها مدرسة أو مدرستان أو أكثر كان هذا من الأعمال الحرة وليس درساً للرياضة والموسيقى.
هذه هي نماذج من الأعمال الحرة التي تتصل بالدروس مباشرة، وتكاد تكون تطبيقاً لها