تجتاح البلاد أزمات كثيرة، مختلفة الأسباب، متباينة الجوهر، يحاول المخلصون من أبناء هذه الأمة على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم حلها كل حسب مهنته واختصاصه ونشاطه، ومن المشاكل التي استعصى حلها هي مشكلة - المراهقة - ونحن في دراستنا هذه نحاول معالجة المظاهر المختلفة لهذه الفترة من الحياة بصورة موضوعية، مبتعدين عن استحسان أو نقد، وغايتنا من هذه الدراسة:
١ - معرفة طبيعة ونفسية من يمر بهذه المرحلة الصعبة من الحياة كي نتقدم إليه بتربية حكيمة، نتلاءم وروحه الثائرة، وتساعده في نموه الطبيعي عوضا عن معاكسته وقتل مواهبه إذا جهلنا ما انطوت عليه نفسه.
٢ - توجيه أنظار المربين، والآباء، وقادة فرق الشباب، إلى ضرورة المراهقين والعناية بهم عناية خاصة.
لقد كثرت دراسة نفسيات المراهقين منذ الحرب العالمية الأولى وبصورة خاصة قبيل الحرب الأخيرة، لن الشباب هو ركن متين في تشييد كيان الأمم. وعلى سواعده تبنى سيادتها وقواتها، أما المماليك التي ساهمت في هذه الدراسات وكثرت عنايتها بمنظمات الشباب فهي: أمريكا وفرنسا وايطاليا وسويسرا وألمانيا وإنكلترا ولا شك بأن عظمة الأمم وحيوتها تتجلى بروح النظام السائدة والاندفاع الموجه نحو غايات سليمة.
إن كثرة هذه الدراسات في البلاد الغربية أتت بنتائج طيبة، وعلى أساسها نظمت البرامج الدراسية، وعولجت الأمراض، وقام أولو الأمر بتشكيلات تتماشى مع روح الشباب فساعدتهم في نموهم الجسمي والعقلي، وبالمقابل فقد استفادت من قواهم الكامنة واستخدامها في الأعمال العامة.
أما نحن فإننا لا نزال في طور التجارب والتخمين إذ لم يتقدم علماؤنا بدراسة من هذا النوع، ولم يستند المسؤلون في تنظيم شبابنا حينما حاولوا ذلك على المبادئ العلمية التي عرفت وأصبحت نورا يقتبس منه من يرغب في الإصلاح وإن لم تكن ثابتة نهائيا.
وسأحاول فيما يأتي معالجة نفسية الشباب وإظهار مدى الفوائد تجنيها البلاد إذا اهتمت بهم