للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المرأة في الإسلام]

للأنسة حميدة الملقي

ما المرأة؟ إن هي إلا ملاك الرحمة والإنس، وأم النبي الكريم، وأخت البائس المسكين، ومعوان الفقير البائس، وزوجة الثري الكبير، ووالدة البطل الصنديد والقائد المغوار، والرئيس العظيم، والملك العادل! وإن هي إلا أخت الإنسانية والمحبة هبطت إلى عالم الوجود لتقوم بوظيفة هامة وعبء ثقيل يعجز عن أدائه أكبر الرجال وأعظم الخلق! أجل تلك هي المرأة سر الوجود، ومنحة المعبود، وملاذ الرجل، يسكن إليها كلما تفاقم خطبه، وعظمت محنته، واشتدت مصيبته.

خيم الجهل على بطاح مكة ووهادها، وسادت الوحشية أغوارها وإنجادها، وتعمم السبي والوأد في الجزيرة العربية وتفشى، حتى لم ينج من كابوسه المرهق ووطأته الثقلى مأهول منها ولا مهجور.

وانبرت الحامل تلوذ بمنعطفات الجبال، ونبست بأهداب الرمال، عساها تقي لها حملها عن كان ما يختلج في أحشائها بنتاً. ولكن هيهات أن تؤمن خوفها يومئذ قمة من ناتئ، أو أن تسكن روعها إذ ذاك عطفة من واد.

وبينما كانت الحاملات حيارى فيما يصنعن بشرعة غاشمة، ظالمة، وعرف أعوج يقول بسبي البنت فالوأد، دبّ في أفق مكة دبيب الأضواء، ولمعت في شفق مكة خيوط الرجاء، وتألق في سماء الله نجموزها بدر، وكان ثاني عشر ربيع الأول الأنور.

هناك تفجرت ينابيع الحكمة، وسالت أودية العدل، وانقشعت غيوم الجهالة، وأشرقت معالم الحضارة وهنالك ولد محمد صلى الله عليه وسلم.

هنالك تبوأت المرأة مركزها تحت الشمس، ووطدت لها مقعداً فوق الأرض وانبعثت برسالة الرسول لها الحقوق. وهنالك أنكر القرآن على آل يعرب بدعتهم فقال بسورة التكوير: وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت.

رفع هذا النبي الكريم من شأن المرأة بقوله: خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء

فكان لنا بالرسول الأعظم، والنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، شأن رفيع، ومقام منيع، وحق صريح، إذ قال: (أوصيكم بالنساء خيراً). (وما أكرم النساء إلا كريم ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>