بهذا العدد المزدوج الممتاز تطوي المعرفة سنتها الأولى وهي على خير ما تختتم مجلة سنتها في هذا البلد، وفي مثل هذه الظروف حيث تعثرت فيها صناعة الفكر والتوت سبل النشر.
وما كان ليستقيم لنا أمر المجلة وتطرد فيها أسباب الحياة، لولا صحة العزم وتضافر الجهد ونبل الغاية. وأعضاء أسرة التعليم هم الذين حققوا لك العزم الأكيد، والتعاون الوطيد، والغاية النبيلة الخالصة فالمجلة انبثقت عنهم وتحققت بهم والنفع إليهم آخر الأمر فهي منهم وبهم وإليهم.
وإذا كانت المجلة رمزاً للتعاون المشترك بين أسرة التعليم كافة من مسؤول شجع وآزر، وأستاذ أيد وحرر ومعلم عمل وبذل ومعلمة دعت واشتركت فهي أيضاً الدليل البين الحي على قدرة الأسرة لأن تنهض بجلائل الأعمال وتحقق خير المشاريع وأبدعها غاية.
وما كنت لأرغب بأن أقحم الحديث عن المجلة في مستهل البحث لولا رغبتي في أن أقرر في الأذهان قدرة أسرة التعليم على القيام بالأعباء وأن أدلل على القوة الكامنة في أوساط المعلمين والمعلمات التي يجب أن تنجمع وتتكتل وتوجه لصالح الأمة أولاً ولصالح الأسرة آخراً.
أما المشروع الجديد الذي ندعو أسرة التعليم لتحقيقه فهو إقامة نادي للمعلمين أو أندية لهم على الأصح.
وفكرة إقامة أندية للمعلمين ليست بالفكرة الطارئة بل ترجع إلى عشر من السنوات عندما هبت على البلاد نسمة طرية منعشة من الحرية وانزاح عنها شيء من كابوس بغيض ثقيل وكان انبثاق فكرة النادي مع انبثاق فكرة هيئة التعليم وإذ كانت الحياة قد توفرت لهيئة التعليم فإن عقبات وصعاباً أقيمت في وجه قيام النادي فلقد رأى المسئولون وقتئذ أن تكتل المعلمين الطبقة المثقفة الواعية قد يدفع بهم لأن يكون لهم رأي في الوضع القائم لا ينسجم مع رأي الدولة السائدة. فكان جواب وزير المعارف لوفد المعلمين الذي حمل إليه فكرة تأسيس النادي اذهبوا فمدارسكم أنديتكم كان هذا الجواب منذ عشر سنوات خلت مرت بهذه