للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[توجيه]

للأستاذ رشدي بركات

مدير معارف دمشق

المدارس والمجتمع كلمتان لينتان. هينتا للفظ، خفيفتا الوقع، ولكنهم، في ضمير الوعي العقلي وأغوار التفكير الصحيح، وحقائق الحياة الإنسانية والقومية، وبناء الشعوب والأمم، هما كل شيء ولا يكاد يعد لهما في خطورتهما أمر.

فالمدارس أم الجميع الرؤوم بل الدعامة الوحيدة التي لا يقوم كيان المجتمع إلا عليها: بعيشها يعيش، وبرقها يرقى، وكيفما وجهتها توجه.

والمجتمع هو الشعب بمجموعة، والأمة بكاملها، والدولة بقضها القضيض. فإنشاء أمة طيبة، حرة، سعيد، وبناء دولة مستحضرة، سيدة، مجيدة، خالدة، يجب أن يبدأ بتشييد مجتمع صالح بتكوين مجتمع صالح.

والمجتمع الصالح لا يمكن أن توجده إلا مدرسة صالحة، إذن فيناء الأمة والدولة يجب أن يبدأ بالمشروع في بناء المدرسة وإصلاحها.

والمدرسة بل الحيات الحضرية كلها تقوم على: معلم يبذل، ومتعلم يأخذ ويتقدم، وغذاء فكري وروحي بينهما تتداول العقول والقلوب والجوارح، ويزداد نضج وسمواً على مر الأيام، وكلما تكررت علمياً التبادل بين معلمين ومتعلمين وطلاب علم.

وإني لأرجو أن تكون هذه المجلة آمن وسيط، وأكفى وثاق وأكثر منابع النور تألقاً وهداية، حول أضوائها تتكتل قوى العلم، وتتجمع عناصرها الخير، ويتساند جنود الثقافة، وتشحذ عزائم بناة الوطن، وتنبعث الفضائل العربية، وبعد إن هذه المجلة قد سدت ثلمه في عالم الفكر، وملأت فراغاً في ميدان التقدم في البناء، وأكملت نقصاً جسماً كنا نلمسه بحزن. وأوجدت صلات كانت مفقودة أو شبه مفقودة، بين أفراد التعليم، فعليها يعول في العمل على رفع شأن العلم وأهله، وبث شكواهم العادلة، وتحسين طرائق الجهل والجهالة.

وختاماً، كلنا آمال في أن يهب الله لهذه المجلة عمراً مديداً، في أغزو مادة، وأقوم منهج، وأرشد سبيل، فتساهم في تكوين مستقبل زاهر بسام، تتفيأ هذه الأمة إلى السؤدد والكرامة ظلاله الوارفة، بعد طول بلاء وعناء، وبناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>