قامت في مصر ضجّةٌ جريئةٌ منذ سنين عدّة حول تيسير الكتابة العربية واختلفت الآراء، وتضاربت الأفكار حولها. فمن قائلٍ بضرورة الكتابة بالأحرف اللاتينية، ومن قائلٍ بإبقاء القديم على قدمه ومن منادٍ بضرورة إجراء تعديلٍ وتشذيبٍ على الطريقة المتّبعة حالياً. ولكلّ فئةٍ من هؤلاء الأعلام حججٌ دامغةٌ، وبراهين قوية يدعم بها نظريّته ويدافع عنه بقوة وإيمان.
وقد اطّلعت على أكثر الاقتراحات المنشورة في مختلف المجلاّت حول هذا الموضوع، ولا أزال أنتظر بفارغ الصبر وعد المجمّع الملكي المصري الذي أخذ على عاتقه نشر كتابٍ يتضمّن جميع المقترحات في هذا الباب، واتّضح لي من دراستي لتلك المقترحات بأنّ الأكثرية تميل الآن إلى التهذيب والتبسيط وتعتبرهما خطوةً جريئةً نحو الهدف المنشود. وأنا من القائلين الآن بضرورة الإسراع إلى التسهيل قبل التبديل وقد هيّأت اقتراحاً حول الموضوع سأنشره بعد الإطّلاع على الكتاب الموعود!
ولما كان هذا الموضوع حيويّاً وخطيراً ويهمّ الأساتذة والمعلّمين الذين يعانون هذا الأمر قبل كلّ أحدٍ أرى من الواجب الاهتمام به والاشتراك علمياً وعمليّاً ببحث هذا الموضوع الجليل وإنّي أدعو زملائي الأكارم أن يهتمّوا بهذا الجدل العلمي فيرسلوا بآرائهم واقتراحاتهم ونتائج تجاربهم وذلك لتنوير الآراء وتقريب وجهات النّظر وللوصول إلى طريقةٍ رشيدةٍ تقلّ عثرة الكتابة العربية وتجعلها في مصاف اللغات العالميّة الحيّة.