لمّا كان التعارف والتضامن بين المعلّمين في حقل التربية والتعليم، وتعيين أهدافهم وسيَرهم على خطّةٍ موحّدةٍ لبلوغها وإيجاد التناسق بين ما يقومون به من عملٍ ويبذلونه من جهدٍ من أهم الدعائم التي يقوم عليها كيان المعرفة في البلاد. لذلك رأى مدير معارف حوران أن يدعو معلّمي ومعلمات المحافظة لعقد اجتماعٍ تربويّ في الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس الواقع في ١٧ تشرين الأوّل سنة ١٩٤٧، في بهو المدرسة الإكمالية بدرعا. وفي الوقت المعيّن كان مقرّ الاجتماع غاصّاً بجميع معلّمي الملحقات، ولم يتخلّف عن حضوره إلا من بعدت به الشّقة، ولم تسعفه وسائل السّفر.
افتتح الاجتماع مدير المعارف الدكتور الأستاذ جميل سلطان بكلمةٍ بليغةٍ رحّب فيها بالمجتمعين وشرح الغاية من هذا الاجتماع وهي بحث ناحيتين من نواحي التعليم. وهما الناحية المسلكيّة، والناحية والناحية الإدارية.
وعلى الأثر نهض السيد شكري فلوّح مدير مدرسة جباب فألقى كلمةً باسم المعلّمين والمعلّمات شكر فيها مدير المعارف لاهتمامه بمعالجة هذه النواحي الهامّة في التعليم، وبيّن الفوائد التي تعود على المعلّمين والطلاب من مثل هذه الاجتماعات وما يعالج فيها من أبحاثٍ وأنّ حوران لَفي حاجةٍ ماسّةٍ لأمثالها. وأهاب بالمجتمعين أن يحققوا بما عرف فيهم من تضحية، ويطبّقوا بما عرف فيهم من حزمٍ ما تسفر عنه أبحاث هذا الاجتماع من تقرير أو توجيه يعود بالفائدة على أبناء الجيل الجديد وبعد ذلك أخذ المدير يشرح النواحي المسلكية في التعليم والتي تلخّص فيها ما يلي:
١ - الغاية الأساسية من التعليم هي الإنقاذ من الأمية والجهل والمرض وإيجاد جيل قوي بفكره وجسمه. وجعل الطلاب فاعلين لا منفعلين، كثيري النشاط.
٢ - القاعدة الأساسية في التعليم أن يعلّم الطالب ما دام يجد في نفسه نشاطاً لتلقّي المادة المقرّرة. وأن نوجد له النشاط إذا كان فاقداً إيّاه ويكون ذلك بتوزيع وتقسيم الحصص الدرسية. والانتقال من مادة إلى أخرى على أن تكون المادتين متناسبتين، فالقراءة يناسبها المحادثة والاستظهار والحساب يناسبه الرسم والأشغال. وبوضع الدروس السهلة إلى جانب