الأطفال الأشقياء كثيرون في كلّ أمّةٍ وكلّ مجتمع، لاسيّما في الأمم التي يتفشّى فيها الجهل وعدم الاهتمام بالتربية والتعليم. وأمريكا بالرغم من تفوّقها في مدان المعارف والعلوم، ما زالت تشكو من شقاوة الأطفال وشذوذهم الخلقيّ ولهذا أخذ علماء وأساتذة علم النفس فيها يفكّرون بوسيلةٍ ناجعةٍ تقضي إلى حدٍّ ما، على تلك الشقاوة، وذلك الشذوذ.
وقد افتتح الدكتور ويليام لانجفورد في نيويورك مستشفى لعلاج الأطفال بطريقةٍ مبتكرةٍ، وهي أن يتولّى فحصهم ودراستهم في بادئ الأمر جماعةٌ من الأخصّائيين في علم النفس والتربية، حتّى إذا ما وقفوا على حقيقة أمر كلّ طفلٍ وشخّصوا مرضه، شرعوا في معالجته علاجاً نفسيّاً يتّفق وحالته، وقد نجحت هذه التجربة، واستطاع الدكتور لانجفورد أن يشفي عدداً كبيراً من الأطفال من شقاوتهم وأن يجعل منهم أطفالاً وديعين أذكياء نابهين.
وذكر الدكتور لانجفورد أخيراً في حديث له مع بعض الصّحافيين والمشتغلين بشؤون التربية، أنّه يقترح على الحكومة إنشاء عدّة مستشفيات من طراز مستشفاه في مختلف أنحاء الولايات المتّحدة، كما يقترح معالجة المسجونين والأشقياء في السجون بهذه الطريق، لأنّها أجدى وأنفع في إصلاح حال المعوجّين.
الجامعيّون والانتخابات
بعد حينٍ ستدور معركة الانتخابات النيابية التي تستعدّ لها البلاد استعداداً خاصّاً، لأنها أوّل معركةٍ تدور بعد تحرير البلاد، وجلاء الأجنبي عنها، ناهيك عن هذه الروح الوطنيّة، وهذا الوعي القومي الذي نلمسه في ونشهده في كلّ ناحيةٍ، وفي كلّ طبقةٍ من طبقات الشعب، ولاشكّ أنّ طلاب الجامعات عندنا سيساهمون في خوض تلك المعركة يلعبون دورهم فيها.
ومن طريف ما قرأته في هذا الصدد، أنّ في البرلمان الإنكليزي الحالي، اثنا عشر عضواً يمثّلون الجامعات. وبذلك يتيسّر للجامعيين - طلاباً وخرّيجين - وهو أعلى طبقات الأمّة في ثقافتها، أن يساهموا في توجيه سياسة البلاد وشؤونها.
كما أنّ الدستور الإسباني يحتّم على كلّ من يحمل الشهادةً الابتدائية فما فوق أن يعطي