أن حالة الموسيقا في المدارس الابتدائية اليوم تستدعي اهتماماً عظيماً، وإلا ضاعت الفائدة المرجوة منها ولا بد للنهوض بها من أن تراعي وزارة المعارف جهل جل المعلمين أو ضعفهم في هذا الفن وعجزهم عن إفادة طلابهم، فلا تكلف معلم الصف أن يعلم شيئاً لا يحسنه ولا تسمح بأن يدرس الفنون الجميلة إلا أساتذة مختصون كما نص على ذلك برنامج الموسيقا نفسه وأن يبقى الأمر كذلك ريثما تعد معلمين يوثق بكفايتهم في فن الموسيقا كغاية نظرية وعملية إلى جانب الوثوق من قدرتهم على تدريس هذه المادة وحينئذ لا بأس بأن يدرس معلم الصف نفسه هذا الفن لطلابه ويجب أن تجهز المدرسة بعدد من الآلات الموسيقية كاف لتدريب الطلاب على مزاولة الموسيقا بصورة عملية على أنها فن جميل على جانب دراستها بصورة نظرية وأن يوضع لها برنامج فني يطبق بالتدريج على مدارس الحضانة والمدارس الابتدائية والثانوية وفق أعمار الطلاب واستعداداتهم ولا أظن أن عدد الساعات لا يكفي لبلوغ هذه الغاية كما لا أظن إن الطلاب تنقصهم القدرة على تحقيق ما نريده لهم وللأساتذة المختصين أن يضعوا هذا البرنامج ولكن لي أن أدلي فقط بمقترحات متواضعة في هذا الموضوع فيما يتعلق بغاية الموسيقا وفي الوسائل التي أراها مسهلة لبلوغ هذه الغاية، في مدارس الحضانة وفي المدارس الابتدائية والثانوية.
آ_مدارس الحضانة
إن ضعف البيئة الفنية ومراعاة إن الطفل يجب أن تربى أذنه وحنجرته منذ الطفولة الأولى يستدعي اهتمام المعارف بدور الحضانة وتعميمها وعدم السماح بدخول الطفل المدارس الابتدائية إلا إذا قضى طفولته الأولى في الحضانة وليس ذلك لأجل الموسيقا فقط بل لأن الحضانة ضرورية لخلق عادات صالحة في الطفل وتمرين حواسه وعضلاته ويديه وجعله يحسن الاستفادة منها والعناية بملكاته والطفل غالباً يأتي إلى المدرسة الابتدائية وقد تأصلت فيه اتجاهات وعيوب يعب استئصالها والأحسن أن تتعهده مدرسة الحضانة بالعناية قبل أن تنشأ عنده. وهدف الموسيقا هنا تربية أذنه وحسه وصوته وحنجرته تربية صالحة قبل أن يحدث فيه البيت الجاهل أثراً سيئاً وينبغي الاستفادة من حبه الأنغام ورقصه الطبيعي عليها