لتقوية ميله الفني وغرس حب النظام والتنافس في نفسه وحركاته ومن البديهي إن الطفل لا يعلم في هذه المرحلة أي شيء من الموسيقا النظرية أو العملية فمؤهلاته في الحالة الطبيعية لهذا السن لا تساعده عليها وينبغي أن تجهز المدرسة بمذياع وبآلة الحاكي مع اسطوانات لأحسن الأغاني والأناشيد والقطع الموسيقية الراقية ويجب أن تأخذ الموسيقا قسماً كبيراً من وقت الطفل إلى جانب الفنون الجميلة الأخرى والألعاب اللطيفة. وأن تمرن المعلمة أذنه على تفريق طبقات الأصوات ومددها وتمرن حنجرته على محاكاتها بطرق جذابة.
ب_المدارس الابتدائية
يجب أن ترمي الموسيقا إلى تعليم الطفل العلامات الموسيقية والنسب الزمنية وكل ما يطلبه البرنامج القديم بصورة تدريجية مع تعويده على تمييز ذلك بالأذن وتمرينه على محاكاتها بالصوت في الغناء وأن تخلق فيه القدرة على التفريق بينها على اختلافها ويجب أن تهدف بعد ذلك في الحلقة الوسطى إلى أن يعزف الطفل العلامات البسيطة وبعض الأنغام التي ليس فيها تعقيد زمني وذلك بواسطة الآلات الهوائية بناء على محاكاة الأستاذ ثم على الآلات ذات الأوتار في الحلقة العليا وهنا يعترضنا كثرة عدد التلاميذ فليس أمام الأستاذ تلميذ واحد أو بضعة تلاميذ وأرى إن هذه الصعوبة تحل بطريقتين ليست مستحيلتي التنفيذ:
١) وجود عدة آلات موسيقية في المدارس من نوع واحد فيضرب المعلم العلامة على الآلة ويدل الطلاب على موقعها من الوتر أو الآلة الهوائية وموقع أصابعهم
ويحاكيه التلاميذ في ذلك ولتحقيق هذا وسهولة مراقبتهم يقسم الطلاب إلى عدة زمر كل زمرة تتألف من ستة طلاب مثلا ويخصص لكل زمرة سبعة دقائق من حصة الدرس فتتمرن فيها على عزف الدرس ثم تسلم الآلات إلى الزمرة الثانية فلا تنقضي الساعة إلا وينال كل طالب نصيبه ولهذا أثره في الطلاب فهو يخلق فيهم لذة إخراج الأنغام بأنفسهم والميل إلى الفنون ويخلق فيهم الانسجام بين حس الأذن واستجابة اليد والصوت. ويراعى في البرنامج هنا أيضاً المثابرة على إسماع الطلاب اسطوانات وأغاني راقية لتربية الذوق والفن عندهم.
وفي السنين الأولى يستفاد من ميل الطفل إلى سماع الموسيقا الطبيعية الماثلة في غناء