الأطيار فتقلد الموسيقا هذه الأصوات الطبيعية البسيطة ثم ينتقل بالتدريج إلى القطع المؤلفة من عدة أصوات ذات أزمان واحدة ثم قطع مختلفة الأصوات والأزمنة سماعاً وإنشاداً وأداء.
٢) الطريقة الثانية لحل الصعوبة الناشئة من كثرة التلاميذ وقلة الآلات الموسيقية وفقدان غرفة في المدرسة خاصة بالموسيقا تقوم على أن تأسس المعارف مركز أو مراكز في كل قسم من البلدة يضم عدة مدارس وتجهيز هذه المراكز بآلات موسيقية ويشرف عليها أساتذة وتكون الآلات مهيأة موزونة حين مجيء التلاميذ إلى المراكز ليعزفوا أو ينفخوا فيها حسبما تكون وترية أو هوائية. وينقل الطلاب إليها بسيارات تعدها وزارة المعارف لهذا الشأن ثم يرجعون فيها على مدارسهم وبهذه الصورة يهيأ لهم الفن الجو الكافي إلا أنني أرى إن هذه الطريقة أصعب تحقيقاً من الأولى.
المدارس الثانوية
وفي المدارس الثانوية يثابر على تربية الذوق والأذن والحنجرة بقطع موسيقية لكبار الموسيقيين ويمرن الطالب فيها على العزف على الكمان أو البيانو أو أية آلة موسيقية أخرى. ويلم الطالب بنظريات الموسيقا إلماماً كافياً ويطلع على التاريخ الموسيقا بإيجاز.
وإذا لم يؤد درس الموسيقا إلى تربية الأذن والحنجرة وخلق الذوق والميل ولا إلى تعليم العزف على آلة موسيقية باعتبار الموسيقا فناً جميلاً قبل أن تكون علماً نظرياً جافاً فلم يوجد هذا الدرس في برنامج التعليم. ومن الغريب إن وزارة المعارف تعرف يقيناً بأن أكثر المعلمين يأخذون الساعات المعينة للموسيقا لغيرها من الدروس ويقتصرون فقط على تعليمهم الأناشيد الوطنية صباحاً ومساءً غير هذه الساعات مستعينين بغيرهم ثم يتجادلون هذا الوضع فإما أن يقتصر في درس الموسيقا على تعليم الأناشيد وإسماع الطلاب أسطوانات موسيقية راقية وإما أن تحذف هذه الساعات من المدارس الابتدائية صراحة وإما أن يحقق إصلاح منتج في هذا السبيل وبدون هذا الإصلاح لا يمكن أن يقوَّم الفني العام ويتقدم.
وبهذا أنتهي من الكلام عن الموسيقا لأتكلم في العدد القادم على سائر الفنون باعتبارها حلقات سلسلة واحدة في حياة الأمة هي سلسلة الذوق العام فأكون قد مهدت لبحث الطريقة