الوسائل والطرق التي يجب أن تتخذ في مدارس المعلمين ومعاهدهم حتى يخرجوا قادرين على أن يجعلوا من تلاميذهم مواطنين صالحين
لمدارس المعلمين صفتان أساسيتان: جميع المواد العلمية التي يدرسها غيرهم من الطلاب ولكنهم يدرسونها من وجهة نظر معينة تمكنهم من تعليمها في المستقبل لتلاميذهم. وهم يدرسون أيضاً بعض المواد المهنية كعلم التربية العام وأصول التدريس وعلم النفس التربوي وتاريخ التربية وغيرها.
ويخصصون وقتاً كافياً لملاحظة الأطفال والتمرين على إلقاء الدروس في المدارس الابتدائية. على أن مدارس المعلمين لا تحقق الغاية المرجوة منها إلا إذا أخذت ببعض الطرق والوسائل التي تكسب طلابها صفات حسية وفكرية وخلقية تعينهم على النجاح في مهام التربية والتعليم التي سيعهد إليهم فيها وتعدهم لتربية مواطنيهم صالحين يفهمون حقوقهم وواجباتهم ويحبون بلادهم.
وهذه الطرق والوسائل مقيدة في مدارس المعلمين بأمرين أحدهما المدرسي الذي يطبقها والثاني الطالب الذي وضعت من أجله.
لذلك كان لابد في مدارس المعلمين من العناية أولاً بانتقاء المدرسين عناية تامة فأن روح التعليم في كل مدرسة تابعة بالدرجة الأولى للمدرسين القائمين على شؤونها ومتى صلح المدرسون وتفرغوا لعملهم التربوي تفرغاً تاماً كان تأثيرهم في نفوس تلاميذهم أبعد وأبلغ. لذلك أيضاً وجب التقيد في انتقاء الطلاب بشروط مختلفة فلا يقبل في مدارس المعلمين إلا من كان قوي البنية تام الحواس وأضح الصوت سالماً من الأمراض والعاهات البدنية حسن الخلق صحيح التفكير محباً لمهنة التعليم. ومع أن الإحصاءات قد دلت على إن أكثر التلاميذ لم يختاروا مهنة التعليم من ميل إليها واستعداد نظري لها فأن عناية لجان الانتقاء باختبار أصلح التلاميذ قد أدت في الواقع إلى إصلاح مدارس المعلمين ونجاح تلاميذها في مهنتهم. وكلما كانت قابليات التلاميذ الفكرية وخصائصهم الخلقية أوفق كان الأخذ بالطرق والوسائل اللازمة لإعدادهم المسلكي أسهل.