إن من المفيد جداً للمعلم أن يقرأ بانتباه كتاباً جيداً في علم النفس، ولكن من المفيد أكثر من ذلك أن يدرس المشاكل التربوية المماثلة للمشاكل التي يلقاها ويدعى لحلها أثناء قيامه بعمله اليومي.
وأنا إذ أعرض هنا بعضاً من هذا المشاكل اعتقد أني أقدم بعض المعونة لزملائي المعلمين.
يمكننا أن نبحث حياة الطالب من وجهتين متكاملتين: أولاً ما يتعلق ببرنامج الدراسة. ثانياً، ما يتعلق بنمو الطالب الجسماني والفكري وأيهما يجب أن يسود.
ودون أن نقلل من أهمية المادة الدرسية فإن كل مريد للتربية الحديثة. يعلم أن النمو المنسجم يجب أن يكون رائده الأول لهذا سأبدأ بحث هذه المشاكل التي تتعلق بالنمو:
النمو_لا يزال كثير من المعلمات والمعلمين يرون أن هذه المشاكل تهم الآباء والأطباء فحسب، ولكن الذي يتأمل سواء بتذكره طفولته الخاصة أو بقراءة ذكريات كبار الكتاب واعترافاتهم يرى مقدار الهموم والحسرات والقلق التي كانت تعكر في بعض الأحيان هذه الفترة السعيدة من العمر، ويدرك كم كانت عزيزة عليهم تلك اليد الرحيمة التي تعرف مواساتهم!؟. . .
ونحن نعرض الآن لدراسة هذه الأمور مستعينين بجهود عدد من الاختصاصيين في إيضاح بعض الوقائع: إذا نظرنا إلى الخطوط البيانية للنمو تبادر لأعيننا أنها تختلف بحسب الأطفال، البنين والبنات، الأسوياء والشواذ والعباقرة.
وبصورة عامة نرى: بين السنة السادسة والسادسة عشرة. يزداد طول القامة بقدر النصف. ويتضاعف الوزن، إلا أن الفتيات يتقدمن البنين بثلاث سنوات تقريباً فبنور هذه الحقيقة يجدر بنا أن نلاحظ العلاقات بين الأطفال من جنسين مختلفين، سواء أكانوا في البيت أم في المدرسة. فالفتاة تتحول وتتطور من السنة الحادية عشرة أو الثانية عشرة. وفي السنة السادسة عشرة تمسي امرأة، بينما الصبي يتطور خاصة بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة، وفي السنة السادسة عشرة نلاحظ أنه لا يزال طفلاً مهما كان مستوى تفكيره.
ومهما كان سير هذا النمو. فإننا إذا فكرنا بتأثيره الجسمي والنفسي. غفرنا للأطفال عدم