ومن المفيد دائماً أن نقارن منحنيات النمو الفردية مع المنحنيات المتوسطة إذ أن كل شذوذ واضح يثير مشكلة لنا غيرها. وعلينا أيضاً أن ننس أن النمو السوي نفسه عرضة للانحراف بصورة محسوسة في بعض الأحيان.
وإن استخدام اختبارات الذكاء يسمح بمقارنة النمو البدني والنمو الفكري رغم الرأي الشائع بأن الطفل المتقدم في ذكائه متقدم في عضويته أيضاً.
كثيراً ما نجد طفلا يشعر بأنه شاذ، فينطوي على نفسه. وينكب على المطالعة ويستغرق فيها أكثر من الألعاب الجمعية ويفتش عن الرفاق الراشدين، إلا أن هذه الأوضاع قد تنتج ببغائية سهلة تخدعنا.
إن ملاحظة الجملة العصبية والجهاز العضلي والهيكل العظمي والأعضاء التناسلية لهما حقاً أصعب من ملاحظة نمو القامة أو الوزن. وعلى الرغم من ذلك علينا أن نهتم دائماً بمثل هذه الأمور، وها نحن نشير هنا إلى بعض الحوادث التي قلما تعرف:
بينما الجملة العصبية تقترب من النضوج ويتم نموها في السنة الثانية عشرة فإن أعضاء التناسلية تبدأ في النمو في هذه السن فتثير بعض الاضطرابات التي تضطرنا لإعادة البحث عن التوازن المكتسب سابقاً. إن الجهاز العضلي يختلف في سير نموه عن الهيكل العظمي. لذلك يحتمل أن ينتج من هذا التباين عدم الاتزان في الحركات ذلك المرض الذي نهزأ من الطفل بسببه فنجعله يتألم. ويجب أن نعلم أيضاً أن القلب والشرايين لا تنمو بانسجام تام فبعضها يتضاعف قطره ثلاث مرات بينما بعضها الأخر ينمو بقدر اثني عشرة مرة عن حجمها الأول فينتج عن ذلك فترة ضعف وقتي يجب أن نجلب الطفل خلالها التمارين الرياضية العنيفة التي قد تؤثر به إلى الأبد.
إضافة إلى ذلك فأن النمو الجنسي يختلف بصورة غريبة باختلاف الأفراد، وقد دلت دراسة (٣٥٠٠) أنثى إن ظهور الحيض قد يحدث من السنة الثامنة وقد يتأخر حتى سن السادسة والعشرين ولا شك أن هذه حالات شاذة جداً ويغلب ظهور (العادة) بين الثانية عشرة والثامنة عشرة من العمر، وكل منا يعرف الاضطراب المعنوي والأخلاقي لهذا الاضطراب الفسيولوجي. ولكن كثيراً من المعلمات اللواتي يتغافلن فلا يسألن عن ذلك من أولياء