يسر المعرفة أن تزف إلى قرائها نبأ صدور العدد الأول من المجلد الثالث (يونيو ١٩٤٧) لمجلة علم النفس وبه تفتتح الزميلة الغراء السنة الثالثة من حياتها وقد سلخت من قبل عامين جاءت خلالهما على نشر دراسات قيمة ومبتكرة في علم النفس وتناولت من نتائج البحث العلمي الحديث الشيء الطريف.
ومن دواعي الغبطة والأمل أن يكتب الاستمرار في الوجود لهذه المجلة الراقية وهي الوحيدة من نوعها حتى الآن في البلاد العربية، وهي على كل حال السابقة إلى رفع الأبحاث النفسية المحققة من مستوى التعميم الرخيص والنشر المبتذل إلى نطاق الدراسة الصحيحة، ودرجة البحث الوضعي، والثقافة النافعة، ولا يسعنا نحن إلا أن ننوه عن الجهود الطيبة التي بذلها_ويبذلها_القائمون على تحرير هذه المجلة وإخراجها تحت إشراف الدكتورين الأستاذ يوسف مراد والأستاذ مصطفى زيور من غير فتور ولا تواكل، وقد أحاط العدد المشار إليه بشتى المواضيع النفسية، كما ضم بوجه خاص مقالين حول تقدير المراهقين لشخصية زملائهم للأستاذ ماهر كامل وتدخين المراهقين للأستاذ عبده ميخائيل رزق، وفيها تتجلى الروح التجريبية القائمة على الاتصال مباشرة بالواقع النفسي وعلى استقاء النتائج من أصولها وورد العلم من مناهله، ومن جميل ما تفتخر به البلاد العربية اليوم أن تلقى في جماعة علم النفس التكاملي هذا الحرص الصادق على دراسة أهم المسائل النفسية في البلاد الشرقية ذاتها والأقطار العربية منها على الأخص، من غير أن تمهل الوقت ذاته اتجاهات العلم الحديث في سائر أقطار المعمورة.
وقد ضرب تصدير هذا العدد موعداً قريباً لنشر نتائج الاستقصاء الذي قامت به هذه الجماعة لدراسة نفسية المراهقين والمراهقات في مختلف الأقطار العربية. وأن البلاد السورية التي ساهمت شتاء العام الماضي في هذه التجربة المفيدة لتنتظر يسروان نتوج الجهود العربية المشتركة بأكثر ما يكتب للعالم العربي من نصيب في التقدم الثقافي والرقي العلمي.
ولا بد من أن نشير - أخيراً_إلي الآمال الكبيرة المعقودة على النهضة النفسية والفلسفية التي يقوم بها رجال العلم والفكر في مصر وهذه أنباء جديدة ممتعة حملها ألينا هذا العدد من