بها عن معناه بسهولة فلا ينصرف إلى السعي لإيجاد اللفظة ويجور بذلك على المعنى وعلى تسلل الأفكار، فعلى الرغم من ذلك فأنا لا أريد استعمال اللغة العربية البتة فإن أضرارها الكثيرة وخاصة منها القومية أكبر من نفعها وحيث أننا لا يمكن أن نكتب باللغة العامية أولاً ثم نسبك جملنا من جديد باللغة العربية فيجب في هذه الحالة أن نملك القدرة على التعبير باللغة الفصحى مباشرة وبقوة وأن نجعل الكلام الكتابة باللغة العربية طبعاً وسليقة فينا منذ الطفولة الأولى.
ب_ومن أسباب عدم القدرة الكثيرة منذ الصغر. فالشاب الغربي يقرأ منذ طفولته ما ناسبه من القصص والآثار الأدبية الكثيرة فتقوى نزعته الأدبية ويشارك في تذوق آداب أمته ويشب وقد عرف أو ألم بكل الآثار الأدبية المشهورة، أما الطفل عندنا فلا يقرأ إلا قليلاً وذلك لأنه لم يغرس فيه الميل إلى القراءة لأنه لا يجد مكتبة تناسب مداركه وتحوي قصصاً خاصة بالأطفال أكثر ما هو موجود منها بالأسواق يجب أن يرفع من بين يديه أو يسبك سبكاً جديداً بلغة حديثة كما يفعل الإنكليز مثلاً في آثار شكسبير، وغيره من كبار الكتّاب حتى يفهمها الصغار.
د_ومنها ضعف أسلوب تعميم اللغة العربية في مدارسنا فإنه لا يتبع فيه الأسلوب الطبيعي الذي هو نفس أسلوب الأم في تعليمها لغتها لأبنها، ورغم ما حصل في برنامج التعليم من إصلاح قيّم فإن نصيب القواعد المجردة في مدارسنا لا يزال كبيراً وتدريس القواعد لا يفيد فائدة استظهار الشواهد والنصوص الأدبية الرفيعة وفائدة المطالعة في كتب مشكولة بحيث تصبح اللغة عادة وسليقة في الطفل لا قواعد جافة يضطر إلى حفظها وقد تنبه ابن خلدون منذ القديم لفساد هذه الطريقة ولكننا لا نزال نئن منها ومكتبة الطفل عندنا لا تزال فقيرة بل خاوية.
ولا يتسع المجال الآن لنقد البرنامج والكتب المتداولة وبيان خطة جديدة لتدريس علوم العربية كلها بالتفصيل وأكتفي الآن برسم بعض الخطوط البارزة التي أرتأيها ومها:
١_تعميم مدارس الحضانة فيلقى الطفل منذ السنة الثالثة مفردات اللغة العربية الصحيحة عن معلمات قديرات يقضي في صحبتهن أكثر وقته يحدثنه ففي كل شيء يلائمه وبهذا يضعف في نفسه أثر اللغة العامية التي تلقاها عن أمه الجاهلة وتصبح اللغة العربية أصيلة