أمة وهي التي تستيقظ فيها من غفوتها وتنهض من مهاوي التفسخ والانحلال وتدرك بغبطة وبهجة أنها ما فتئت تجري في عروقها الحياة وأنها خلقت للخلود، وهذه اللحظة هي فجر اليوم الذي سوف تحتفل به أمتنا كعيد بعثها، لا يجوز أن يقتصر الوعي القومي على الشبيبة المتعلمة بل ينبغي أن نعمل على إيقاظه في عامة الشعب وتنميته وتقويته، يجب أن نشعر جميعا بأننا نحن العرب أمة واحدة تجمع بيننا ذكريات تاريخنا المجيد وتربط بيننا مصالحنا المشتركة في الوقت الحاضر وتقرب بيننا أهدافنا وآمالنا في المستقبل، يجب علينا جميعا أن نجعل مصلحة العرب العامة فوق مصلحة الأفراد والجماعات والأقطار المختلفة وأن نضحي بكل شيء قي سبيل هذه المصلحة.
ليست الوطنية والقومية من المفاهيم المجردة والأفكار النظرية التي يكفي البحث فيها والدعوة إليها حتى تضيء نفوسنا وتغمر حياتنا بل لا بد لذلك من انقلاب في تفكيرنا وفي نظرتنا إلى الكون وفي علاقاتنا مع أبناء أمتنان ومن هنا ننتقل إلى الهدف الثاني وهو.
٢ - الإصلاح الأخلاقي - الاجتماعي
فإنه لا سبيل إلى النهضة القومية ما دامت تسود بيننا الفردية والأنانية والنفعية ولا حاجة لسرد الأمثلة التي تبرهن على أننا لم ندرك بعد معنى الواجب والمسؤولية والتضحية والتعاون والنظام والطاعة وغير ذلك من الصفات الضرورية لحياة المجتمع، هذه الصفات أيضا ليست مفاهيم مجردة يمكن تعليمها بصورة نظرية، بل إنها تكتسب بالتجربة من الحياة العملية المشتركة، فمن الضروري لذلك أن نسعى إلى إصلاح هذه الحياة العملية وأن نجعل من أهدافنا.
٣ - الإنعاش الاقتصادي
ولا نقصد بذلك التكالب على المادة ووسائل الترف وإنما تأمين الشروط الضرورية للحياة الإنسانية، فمن الواضح إننا لا نستطيع نشر العلم وتحسين أحوالنا الصحية وإصلاح أوضاعنا الاجتماعية قبل أن نبدأ بإنعاش حياتنا الاقتصادية وزيادة الثروة العامة، وهل يمكننا أن نكافح مثلا جرائم السرقة والاختلاس والاحتيال والسلب أو أن نتخلص من التزلف والتملق والخنوع دون أن نهيئ إمكانيات العمل لجميع أفراد الشعب ونوفر لهم أسباب المعيشة الشريفةـ؟ فالشاب المتعلم الذي يبقى عاطلا عن العمل يتسكع في الطرقات