بحاجة ماسة إلى أقلام من صنع بلادنا تعبر عن نزعاتنا وأهوائنا.
وشبيه بذلك النهج الذي يجب أن يسلك في تطبيق الإصلاح إذ ليس من الضروري أن نأخذ البرامج الأجنبية ونطبقها بحذافيرها فهي وليدة بيئة ليست بيئتنا، ووضعت لا ناس هم في وضع مغاير لوضعنا فإن نجحت هذه البرامج فلأنها اعتمدت في وضعها وتطبيقها على حاجات البيئة التي أوجدتها. على إن هذا لا يمنعنا من الاستنارة بها في تطبيق الإصلاح عندنا.
ولسنا نشك في قيمة النظريات التي يأتي بها فلاسفة الغرب ومُربوه إلا إن معظم هذه النظريات يفقد قيمته التطبيقية في مدارس كمدارسنا لاختلاف الشروط المحيطة. وما يقال في إصلاح المدارس صحيح في إصلاح المجتمع. فهل فكر كتابنا وقادة الرأي فينا في حل المشاكل التي نجابهها وفي الطريق الناجعة لتذليل الصعوبات التي نصطدم بها إذا ما سرنا في تحقيق برنامج أصلاحي معين ولنورد لذلك مثلاً:
تجابه وزارة المعارف في وقتنا الحاضر أزمة نستطيع أن نسميهامشكلة التعليموتشمل هذه البرامج والأساتذة والطلاب والمدارس. وتزداد تفاقماً عاماً بعد عام. فهل فكر رجال التعليم في حل لها لأنهم يتحملون مشاقها قبل غيرهم؟ وكيف الوصول إلى حلها بوسائل عملية فعالة بعيدة عن كل حشو نظري ولفظي؟ كلنا تقول إن الفردية داؤنا الوحيد وان لا تقدم ولا نهوض لبلادنا إذا ما بقيت الأنانية السياسية والاجتماعية والأخلاقية رائد أعمالنا. وكلنا نقول إننا نريد أن نشيد بناء الوطن وان فاتحه كل بناء تكون بتقويض الفردية الهدامة التي تلعب في مجتمعنا دور الطفيلي تعيش على حسابه وتأخذ عنه فلا تعطيه، ونصرح علنا أن تربيتنا الاجتماعية ناقصة وإن النشء الجديد يجب أن يشبع بالأفكار الاجتماعية والوطنية والقومية. فهل فكرنا في مكافحة النقائص وعملنا على نشر المبادئ الصحيحة بالطرق التي تكفل نجاحها في مجتمع كمجتمعنا ضل السبيل في تيه الحياة. وهل فكر المثقفون من أبناء الوطن في الجهاد الأكبر قبل أن يحملوا من دونهم ثقافة على الكفاح؟
لست ممن يعتقد أن مجتمعنا ابتدائي وان ليس باستطاعتنا أن تكون أمةكما يزعم الكثيرون، أو انه راق بلغ مرحلة الكمال، بل أقول انه مريض بحاجة إلى معالجة. فعلى محتكري الأدوية التي هيئتنا الاجتماعية من آلامها أن يتذكروا دوماً وأبداً إن واجبهم الوطني