للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلقت لتكون مدرسة لتدريب المواطنين ودفعهم إلى الحياة الاجتماعية.

المظاهر:_تعد الملابس أدنى مراتب الشخصية وهي تتجسم لنا كمخلوقات، فنقرر أن فلاناً من طبقة الفلاحين أو التجار أو العسكريين أو الموظفين.

أما جيلنا فقد رفع هذه الحواجز واتخذ الفقير والمتوسط والغني الملابس الفاخرة مظهراً لحياته وقد نسي إن الشخصية العظيمة لا يهمهما المظهر الخارجي فهي تفاخر بالجوهر فالخرقة البيضاء التي التفت بها غاندي لم تنقص من قدره ومكانته، والسعي وراء الملابس الفاخرة احدث اضطراباً في موازنة العائلة والحياة الزوجية، وصرف النفس عن التحلي بآداب الحياة المثلى.

أنا لا أنكر ذوق السوري أو السورية ولكن هذا الذوق لو استثمر في تجميل الثياب البسيطة لكان ذوقاً مدنياً جميلاً. وباستطاعة المدرسة أن تعالج هذه الناحية فتصب دروس الحساب والاقتصاد على هذه الناحية وباستطاعة المعلمين والمعلمات أن يكونوا خير قدوة في هذا السبيل.

الوراثة:_إن الوراثة خير غذاء روحي لجيلنا، فالجيل يفخر بالخلفاء الراشدين والأمويين، وقد اهتمت برامج التاريخ بهذه الناحية، قال احد العلماء: إن من الأمور الموروثة هي: قوة الحكم وحفظ العهود، وخفة الروح، والتعاظم، والمقدرة العامة وأحسب إن الجيل قد ورث خصلة التعاظم وأغفل أو نسي أكثر الصفات الأخرى.

على إن بذور الصفات الأخرى مستقرة في نفسه تظهر إبان الحوادث والمناسبات الوطنية والقومية فعلى المؤسسات الوطنية من أحزاب ومدارس وجمعيات أن تسعى لنمو هذه البذور واستقرار تلك الصفات والوراثة تفتقر إلى عقيدة وإيمان، فالإيمان ببطولة الأجداد يخلق عقيدة حب الخير والفضيلة، ومن ثم فالفضيلة هي خلاصة الشخصية بها يتمايز الرجال والشعوب والحكومات وقد قال: فولتر: إن المشاركة الوجدانية هي الحلقة الفضية أو الرباط الحريري الذي يصل القلب بالقلب ويربط العقل والجسم بالجسم.

والعقيدة تحتاج إلى قوة أعصاب تسندها وقت الشدة وجيلنا لم يؤت بعد اكتمال قوة في الأعصاب لذلك ضعفت عنده العقيدة بعض الشيء واشتد تعلقه بالنظريات المجردة التي لا تتطلب نظافة القلب وعمق الوجدان وهذه الظاهرة شعبية لا تحتاج إلى بطولة وزعامة

<<  <  ج: ص:  >  >>