والمحبة والوداد. فليست هذه الحفلة في الواقع إلا تكريماً للمعلمين والمعلمات. . وإذا كان لي ما اعتز به وأفتخر، فهو أني فرد في أسرة التعليم، أساهم بالمجهود الذي يقوم به المعلمون والمعلمات وأشارك في بناء هذا الجيل الذي يشيدونه. فأنا معلم أولاً وأخراً، وأنا من أسرة التعليم ولأسرة التعليم ومما جاء في خطابه قوله:
. . . إنها لنعمة وإنها لجهود مشكورة قام فيها المعلمون والمعلمات بأوفى نصيب فما كان جهاد الأمة في مختلف مراحله وتعدد ميادينه، إلا نتيجة الفكر المثقف الناهض الذي انشاًتموه وغذيتموه. لقد أتت جهودكم ثمارها، وغرستم للثورة فنجحت الثورة. أما الآن فإلى غرس جديد لعهد جديد، فمن بين أيديكم أيها المعلمون والمعلمات، يخرج الجيل الذي سيبني مجد الوطن. لأنكم ستعلمونه نوعاً آخر من الثورة، ستعلمونه الثورة على الجمود والفوضى والتفكك والانحلال لينشأ كما تعلمونه وتوجهونه: جيلا متطوراً آخذاً بأسباب النظام يوحد بين قلوب أبنائه رباطٌُ من الحب والتضامن من لخير الوطن، جيلاً يلتهب حيوية ويتقيد نشاطاً. . .
أيها الأخوان المعلمون!
أحب وقد عهد إلي بمهمة التفتيش أن أزيل من أذهانكم فكرة تكاد تكون متلازمة مع صورة المفتش. إلا وهي أن المفتش رقيب حسيب، يتسقط العيوب، ويعد المآخذ، ويحصي الهفوات، وأنه إن رأى حسناً نسيه أو تغاضى عنه.
كلا أيها المعلمون فالمفتش ـ كما أفهمه ـ رفيق للمعلم وصديق. فإذا انتقده فإنما
يفعل ذلك ليصلح العوج حتى يستقيم، وإذا أثنى على المجيد، لا يكتفي بكلمة ثناء بينه وبين المعلم، وإنما يسجل إعجابه، ويتحدث به، حتى ينتشر ويذيع، ويبّلغ المراجع أخبار المعلمين على حقيقتها، ليحيطها علماً بمجهود المعلمين وإمكانياتهم، ومدى نجاحهم في عملهم وتأديتهم لرسالتهم. . .
أيها السادة ليست مهنة التعليم سهلة ولا هينة وإنما هي أصعب وظائف الدولة، وأدقها، ولطالما تطورت الأمم وانقلبت أوضاعها السياسية والاجتماعية والأخلاقية ابتداء من المدرسة، فحق لنا أن نطالب الوزارة بأن تنتظر إلى وظيفة المعلم نظرة خاصة، وإن تسهل أمامه سبيل السير بطلابه نحو الغايات التي تحددها مصلحة الوطن وأن تجعله بوضع لا