أولى لظهورها في المجتمع، أن تسمع صوتها وتثبت للرجل ولشقيقتها الجاهلة أن المرأة ليست كمية مهملة وتفرض على المجتمع احترامها وتسترجع ما فقدته من شخصيتها وتخفف من ميوعتها.
وفي الحزب المنظم تنصهر شخصية الفرد من حيث هو ينتمي إلى كتلة من الكتل كأن يكون عظامياً يتغنى بمجد قديم أو يتمتع بنفوذ عائلي أو محلي أو ينتسب إلى فئة روحية معينة. كل هذه العناصر تذوب في بوتقة الحزب وتظهر الكفاءة الشخصية وينمو الفرد من حيث هو حجيرة في جسم المجتمع لا كطفيلي يعيش على حسابه. فالخطب والإقناع وتبادل الآراء والشعور بالمسؤولية والقيام بالواجب والدفاع عن فكرة سامية نبيلة كلها تساعد على انتظام الفرد في المجموع لتبني رأي واحد يعبر عن إرادة واحدة.
٣ - الاهتمام بالقرى وتعميم طرق المواصلات: إن حياتنا قائمة قبل كل شيء على الزراعة. وهذه لا تنهض إلا برفع مستوى الفلاح وتعليمه وتأمين رفاهه وخروجه من أفقه التقليدي وربطه بالمدينة ربطاً أكثر تماساً وامتزاجاً وهذا يتطلب وضع برامج اقتصادية وتحقيق هذه البرامج.
٤ - تحضير البدو: وهذا لا يكون إلا بمنحهم الأراضي والقيام بمشاريع زراعية واسعة. وتحضيرهم هو الذي يزيل من مجتمعنا عصبية العشائر ونزعة القبائل.
ونلاحظ في هذه الاقتراحات أن قسماً منها ما يتعلق بالفرد نفسه ومنها ما يتعلق بالجماعة ومنها ما يتعلق بالحكومة، غير أن الذي يهمنا هو التبشير بها والدعاية لها والسعي لتحقيقها. ولنعمل متضافرين ويد الله مع الجماعة.