عنيداً وبعضهم ليناً، فيقارن المعلم بين البعضين ويقارب بين الطرفين ويستخرج الحكمة العليا في النقاش والتخاطب.
يقول مونتين في كتابه فن المناظرة: يجب أن لا نجادل لنفرض رأينا فرضاً ولنصل إلى استصوابه مهما كلف الأمر، بل يجب أن نجادل لمعرفة الحقيقة والاقتناع بها وأن نتمشى مع قائلها وصاحبها ولو كان خصماً لنا ولم يكن دهاة المجادلين والمتناظرين كالمأمون والغزالي وابن رشد من المتعنتين، بل كانوا أبداً إلى جانب الحق ولو كان عليهم. لأنهم كانوا يقولون: الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ومناصرته ظفر. . .
والإقناع لا يكون إلا بالحجة البريئة النزيهة والتعاون لا يتم إلا بالعمل المتجرد المخلص، أما الضغينة، فمآلها إلى القطيعة التي تغرق صاحبها في لجة اليأس والشر. .
فعلى المدرسة أن تثير في الأطفال غرائز التعاون المشترك والتسامح النبيل والرفقة الصادقة، ولا يمكن أن يثير هذه المزايا غير الأصحاء من المعلمين. . .