الفنّانين الموهوبين وحياتهم، أو يستصحبه للمتاحف وللروايات التمثيلية أو السينمائية التي يشترك فيها الممثّلون القديرون، وليرشده بين الفترة والفترة إلى مواطن الإجادة ثمّ يبعثه على نقد مواطن الضّعف.
أما التوجيه العملي: فأقصد به تشجيعه على العمل وتحبيبه به، ففي أيام العطل المدرسية لا بأس أن يستصحب ولده غلى محلّ عمله ليطلعه على معاملة الناس ثم يسلّمه العمل أحياناً تحت إشرافه ليثق به ويلقّنه أنّ العمل شرفٌ عظيمٌ لا يقلّل من قيمة المتعلّم، وليفهمه أنّ أعظم الرجال في العالم هم الذين ساهموا بأعمالهم وبذلك ينتقل به إلى مواجهة الحياة الاجتماعية الواقعيّة والتلاؤم مع المجتمع.
لقد شهدنا في التاريخ أنّ أغلب الرجال العظام كانوا يجمعون هذه المزايا العالية ففي الوقت الذي كان القائد يخطط ساحة الحرب كان يجمع بين العلم والعمل والفن والأدب، وإني لأقول للآباء المتعلّمين الذين يقدّرون مسؤوليتهم تجاه أولادهم بل تجاه جيل المستقبل أيقظوا النبوغ في أولادكم وأنا كفيلٌ بنهوض الأمة العربية، وكم من أمم نهضت برجلٍ واحدٍ. وآخر نصيحةٍ أبديها للآباء هي تعويد أولادهم على الإخلاص في العمل، والبساطة في حياتهم.