ذلك أنّ احترام مهنة التعليم أخذ يتضاءل بنمو حضارتنا الصناعية المادّية. وإذا أريد لأجيال المستقبل معلّمون من ذوي الكفاءات والمواهب، فلابدّ أن تزاد رواتب المعلّمين، بحيث يعيشون مرفّهين، أسوةً بأقرانهم الذين في التجارة والمهن الأخرى.
ومن اللازم أيضاً أن تمنح مهنة التعليم حرية الفكر والعمل، فلا يحقّ للهيئات المشرفة على التعليم أن تضيِّق الخناق على تفكير المعلّمين، وإلا لن نظفر بمعلمٍ يحترم نفسه، ويرضى هذا العسر المالي، وهذه الرقابة.
وقال مدير معهد الفيزياء الأميركي: لم تحظَ رواتب المعلّمين بغير زياداتٍ طفيفةٍ بينما ارتفعت إيرادات المهن الأخرى قفزاً وطفراً. ولن نستطيع الاحتفاظ بتفوّقنا العلمي في هذا العصر الذرّي ما لم نعالج هذه المشكلة.
ومما كتبته مجلّة لايف: مدارسنا بحاجةٍ ماسّةٍ إلى معلّمين قديرين، ومعلّمونا بحاجةٍ ماسّةٍ إلى كرامة العيش!.
وسائل إيضاح
رغم عظمة المباني المدرسية في أمريكا وفخامة أثاثها ومعدّاتها، مما قد يعدّ إسرافاً وترفاً لا مبرر لهما في كثيرٍ من الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، فإنّ الأخصّائيين من رجال التربية يطالبون بعدّة إصلاحاتٍ في هذه المباني، في أول فرصةٍ ممكنةٍ، ومن هذه الإصلاحات أن تشمل المكتبات المدرسية موائد ومقاعد خاصّة معدّة بسماعات يضعها الطلاب على آذانهم ليستمعوا إلى أسطوانات موسيقية من جميع أنواع الموسيقا الكلاسيك والشعبية وأن تشمل المكتبات كذلك مثل هذه الأجهزة لمن يريد الاستماع إلى الراديو، وان يكون في كل حجرةٍ من حجر الدراسة جهاز للصور المتحرّكة وغير المتحرّكة وأن يكون بناء هذه الغرف ومعدّاتها مجهّزاً بالوسائل التي تجعل استعمال هذه الصور والرسوم والقطع الخاصة من أفلام معيّنة أمراً ميسوراً في أقلّ وقتٍ ممكنٍ، ثم أن تعمّم أجهزة التلفون في كل غرف الدراسة في جميع معاهد التعليم وهي الآن في كثير من المدارس الابتدائية والثانويّة في كلّ حجرة من حجر الدراسة.
إعداد الطلبة للحياة
يرى علماء التربية أن منهج الدراسة يجب أن يشمل دراسات عملية تعدّ الطلاب لمجابهة