للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.................... .

وروى أسد بن عمرو عن أبي حنيفة مثل قولهما، قال في "التحفة" (١): "وهذه الرواية أعدل"، وقال الإسبيجابي: "وهذا هو أعدل الأقاويل، وعليه الفتوى". قال الزيلعي (٢) في تخريج أحاديث "الهداية" (٣) وتبعه بعض شراحها: "إن مما يدل لهذه الرواية ما رواه أحمد في "مسنده" (٤) والطبراني في "معجمه" (٥) من طريق سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم عن معاذ بن جبل [رضي الله عنه] قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدّق أهل اليمن، وأمرني أن آخذ من البقر من ثلاثين تبيعًا، ومن أربعين مسنة، ومن السبعين مسنة وتبيعًا، ومن الثمانين مسنتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المئة مسنة وتبيعين، ومن العشرين والمئة ثلاث مسانِ أو أربع أتباع (٦)، وأمرني أن لا آخذ فيما بين ذلك حتى تبلغ مسنة أو جذعة، وقال: إن الأوقاص لا فريضة فيها"، والأوقاص الصغار (٧)،


(١) ١/ ٢٨٤.
(٢) هو يوسف بن عبد الله بن يونس بن محمد بن جمال الدين الزيلعي الحافظ. كان من أعلام العلماء، وبرع في الفقه والحديث، له من الكتب: نصب الراية. من شيوخه في الفقه: الإمام فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي صاحب تبيين الحقائق، ذكره العلامة قاسم في منبة الألمعي فيما فات الزيلعي وهو يَعدّ مخرجي أحاديث الهداية فقال: "هو أوسعهم اطلاعًا وأكثرهم جمعًا". مات في المحرم سنة ٧٦٢ رحمه الله تعالى. (الفوائد البهية ص ٣٧٨، ٣٧٩، رقم ٥١٧، منية الألمعي لابن قطلوبغا ص ٩).
(٣) هو كتاب "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية"، مطبوع، لخصه الشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (- ٨٥٢ هـ) وسماه: "الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية"، وذكر فيه أن الزيلعي استوعب ما ذكره من الأحاديث والآثار، ثم اعتمد ذكر أدلة المخالفين في كل باب، وهو كثير الإنصاف يحكي ما وجده من غير اعتراض فكثر الإقبال عليه". (كشف الظنون ٢/ ٢٠٣٦، الفوائد البهية ص ٣٧٨).
وانظر "نصب الراية" ٢/ ٣٤٩.
(٤) ٨/ ٢٥٢، رقم ٢٢١٤٥.
(٥) "المعجم الكبير" للطبراني ٢٠/ ١٧٠، ١٧١، رقم ٣٦٣.
(٦) انظر: "نصب الراية" ٢/ ٣٤٩، وفيه بعد قوله: (ومن أربعين مسنة): "ومن الستين تبيعتين"، وبعد: (ومن المئة مسنة وتبيعين) زيادة: "ومن العشرة ومئة مسنتين وتبيعًا"، وفيه: "ثلاث مسنات أو أربعة أتبعة" بدل: (ثلاث مسان أو أربع أتباع)، وفي نسخة (د): "ثلاث مسنات" كذلك.
(٧) قوله: (والأوقاص: الصغار)، لم تُذكر هذه الزيادة في نصب الراية، وهي في المعجم الكبير للطبراني في هذا الموضع. . بل نقل الزيلعي عن المسعودي - المذكور في سند أحد روايات الحديث - قوله: "الأوقاص: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، والأربعين إلى الستين". (نصب الراية ٢/ ٣٤٨) وعن الدارقطني: "والأوقاص ما بين السنين الّذَين يجب فيهما الزكاة"، وعن أبي عبيدة: =

<<  <   >  >>