للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفراء: يجوز ليتني وليتي (١).

وإن نصبها "لعل" فالحذف نحو: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ﴾ أكثر من الإثبات (٢)؛ كقوله:

أريني جوادًا مات هزلا لعلني (٣)

(١) أي: في سعة الكلام من غير ضرورة ولا شذوذ؛ مستدلا بورود الاستعمالين في الكلام العربي الفصيح. والفراء: هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن مروان الديلمي الكوفي، المعروف بالفراء. قيل: لقب بذلك؛ لأنه كان يفري الكلام. كان الفراء إماما في العربية، وأعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي. وقد أخذ عنه وعن يونس؛ فجمع إلى علم الكوفيين علم البصريين، وكان يتردد بين الكوفة وبغداد، وكان متدينا ورعا على تيه وعجب. واتصل بالمأمون؛ فاتخذه مربي أولاده، وكان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو، ولولاه ما كانت عربية؛ لأنه حصنها وضبطها. قال أبو بكر الأنباري: "لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء، لكان لهم بهما الافتخار على جميع الناس". وله مؤلفات كثيرة يستعمل فيها ألفاظ الفلاسفة، منها: "كتاب الحدود في النحو" ويراد بالحدود: التعاريف؛ كحد المعرفة، والنكرة، والنداء … إلخ، وكتاب "معاني القرآن"، و"البهاء فيما تلحن فيه العامة"، و"المقصور والممدود" و"الجمع والتثنية في القرآن" … إلخ. وتوفي سنة ٢٠٧ هـ في طريق مكة، عن سبع وستين سنة.

(٢) ذلك لأن "لعل" شبيهة بالحرف، بل إنها تستعمل أحيانا جارة.

(٣) صدر بيت من الطويل؛ وهو لحاتم الطائي، يخاطب امرأته، وقد عذلته على كثرة الإنفاق ونسبه في الحماسة إلى غيره. وعجزه:

أرى ما ترين أو بخيلًا مخلدا

=

<<  <  ج: ص:  >  >>