للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أكثر من ليتي. وغلط ابن الناظم فجعل "ليتي" نادرًا، "ولعلني" ضرورة (١).

وإن نصبها بقية أخوات ليت ولعل (٢)، وهي: إن، وأن، ولكن، وكأن، فالوجهان؛ كقوله:

وإني على ليلى لزار وإنني (٣)

= اللغة والإعراب: جوادا: رجلا كريما يجود بماله. هزلا -بضم فسكون- هزالا وضعفا. بخيلا: ضنينا بماله لا ينفقه. مخلدا: دائم الحياة باقيا. "ذريني" فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول أول. "جوادا" مفعول ثان لأرى "هزلا" منصوب على نزع الخافض" لعلني" لعل: حرف ترج ونصب، والنون للوقاية، والياء اسمها. "أرى" الجملة خبر لعل. "ما" اسم موصول مفعول أرى "ترين" مضارع مرفوع بثبوت النون، وياء المخاطبة فاعل، والجملة صلة ما. "أو بخيلا" معطوف على جوادا. "مخلدا" صفة.

المعنى: أريني أيتها العاذلة رجلا كريما، مات من الضعف والهزال، بسبب ضيق ذات يده من الكرم، أو بخيلا، خلده ماله الذي يضن به عن الإنفاق، لعلي أرى ما ترين من الإمساك والتقتير، وعدم البذل والجود.

الشاهد: لحوق نون الوقاية في لعل على قلة، والكثير في العربية حذفها. وبالحذف وحده جاء القرآن الكريم في أكثر من آية.

(١) أي: مع أن "ليتي" ضرورة عند سيبويه، و"لعلني" نادر، بل كثير كما تقدم. وهل مجرد المخالفة من إمام عظيم: كابن الناظم يعتبر غلطا؟ إن رأيه ينبغي أن يحترم، وابن الناظم هو: الإمام بدر الدين محمد بن محمد بن مالك بن جمال الدين الطائي الدمشقي، النحوي ابن النحوي. كان إماما ذكيا حاد الخاطر، بارعا في النحو، وعلوم البلاغة، والعروض، على الرغم من أنه لم ينظم شيئا من الشعر. أخذ عن والده، ووقع بينهما خلاف؛ فسكن بعلبك؛ فلما مات والده طلب إلى دمشق وولي وظيفة والده. وتصدى للاشتغال والتصنيف؛ فشرح ألفية والده، وكافيته ولاميته، وشرح التسهيل ولم يتمه، وصنف كثيرا غير ذلك. ومات بالقولنج في دمشق سنة ٦٨٦ هـ.

(٢) أي: من الحروف الناسخة الناصبة.

(٣) صدر بيت من الطولي، لقيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى، وعجزه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>