للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن خفضها حرف؛ فإن كان "من" أو "عن"، وجبت النون (١) إلا في الضرورة؛ كقوله:

أيها السائل عنهم وعني … لست من قيس ولا قيس مني (٢)

=

على ذاك فيما بيننا مستديمها

اللغة والإعراب: زار عاتب؛ وهو اسم فاعل من زرى عليه -من باب ضرب- عتب عليه. مستديمها: طالب دوام مودتها وحبها. "إني" إن واسمها. "على ليلى" متعلق بزار الواقع خبرا لإن، واللام فيه للتوكيد. "على ذاك" متعلق بمنسد، الواقع خبرا لإن الثانية، والإشارة إلى الزرى وهو العتاب "فيما بيننا" متعلق بمستديمها، و"ما" اسم موصول، وما بعدها صلة لها.

المعنى: إني لعاتب على ليلى؛ لهجرها وصدودها، وعلى الرغم من ذلك، فإني مستبق مودتها، طالب دوام حبها؛ لأن ذلك يسعدني، فلعلها ترضيني، وتبادلني الحب والمودة.

الشاهد: حذف نون الوقاية من "إن" الأولى عند اتصالها بياء المتكلم، وإثباتها مع الثانية، والوجهان جائزان في سعة الكلام، وليس أحدهما أولى من الآخر؛ ومثل إن: أخواتها التي ذكرها المصنف.

(١) قيل: إن سبب ذلك المحافظة على بقاء السكون في الحروف؛ لأنه الأصل في البناء.

(٢) شاهد من بحر الرمل، لم ينسب لقائل، ولم يؤيد بمثله؛ لندرته، حتى قال فيه ابن هشام: "في النفس من هذا البيت شيء"، وقيل: إنه مصنوع.

اللغة والإعراب: قيس: هو ابن عيلان بن مضر بن نزار بن معد؛ أخو إلياس بن مضر. "السائل" نعت لأي. "عنهم" متعلق بالسائل "من قيس" خبر لست. "ولا" نافية مهملة. "قيس" مبتدأ ممنوع من الصرف، على إرادة القبيلة، للعلمية والتأنيث. "مني" متعلق بمحذوف خبر.

المعنى: يا من تسأل عن هؤلاء القوم وعني! لتعلم أني لست من هذه القبيلة ولا صلة بيننا، وليست لها أية صلة بي، ولعه يريد التنصل من أي علاقة بينه وبين هذه القبيلة؛ لعدم انسجامه معها.

الشاهد: في "عني، ومني" بالتخفيف؛ حيث حذفت نون الوقاية منهما عند إضافتهما لياء المتكلم؛ للضرورة النادرة. وفي حكم نون الوقاية مع الحروف، يقول ابن مالك مقتصرا على بعض الحروف الناسخة.

و"ليتني" فشا و"ليتي" ندرا … ومع "لعل" اعكس وكن مخيرا

في الباقيات واضطرارا خففا … "مني وعني" بعض من قد سلفا*

أي:: ن ثبوت نون الوقاية مع "ليت" كثير، ويندر حذفها، ومع "لعل" بالعكس، وأنت مخير في الباقيات من أخوات "ليت"، "لعل". وتلزم النون "من" و"عن"، وبعض المتقدمين يحذفها منهما؛ للتخفيف في الضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>