للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"زيد والله إن يقم أقم" (١)، ولا يجوز إن لم يتقدمها خلافا له (٢) وللفراء، وقوله:

لئن كان ما حدثته اليوم صادقًا … أصم في نهار القيظ للشمس باديا (٣)

ضرورة، أو اللام زائدة، وحيث حذف الجواب اشترط، في غير الضرورة مضي

=

وإن توليا وقبل ذو خبر … فالشرط رجح مطلقًا حذر*

أي: إذا اجتمع الشرط والقسم، وتقدم عليهما ما يطلب خبرًا، رجح الشرط مطلقًا سواء تقدم أو تأخر، فيكون الجواب له، وبحذف جواب القسم.

(١) "أقم" جواب الشرط مع تأخره؛ لتقدم ذي خبر وهو المبتدأ، ويجوز أن يجعل الجواب للقسم لتقدمه؛ فيقال: زيد والله إن يقم لأقومن.

(٢) أي: لابن مالك، حيث يقول في النظم:

وربما رجح بعد قسم … شرط بلا ذي خبر مقدم*

أي: قد جاء قليلا ترجيح الشرط على القسم، عند اجتماعهما وتقدم القسم، وإن لم يتقدم ذو خبر، فيجوز عنده مثل: والله إن قام محمد أقم.

(٣) بيت من الطويل، قيل: إنه لامرأة من بني عقيل، ولم يعين أحد اسمها، وقوله في البيت: "باديًا" يرجح أن يكون القائل رجلا، وإلا لقال: بادية.

اللغة والإعراب: حدثته: أخبرت به. القيظ: شدة الحر. باديا: ظاهرا بارزًا، "لئن" اللام موطئة للقسم "وإن" شرطية "كان" فعل ماض ناقص، فعل الشرط، "ما" اسم موصول اسمها، "حدثته" حدث فعل ماض للمجهول والتاء نائب فاعل والهاء مفعوله الثاني، والجملة صلة، "صادقًا" خبر كان. "أصم" فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بإن. "للشمس" متعلق بباديا الواقع حالا من فاعل أصم. =


* "وإن تواليا" شرط وفعله، وألف الاثنين فاعل. "وقبل" الواو للحال، و"قبل" ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم.
"ذو خبر" ذو مبتدأ مؤخر وخبر مضاف إليه، والجملة حال من ألف الاثنين، "فالشرط" الفاء واقعة في الجواب، و"الشرط" مفعول رجح مقدم؛ والجملة في محل جزم جواب الشرط، "مطلقا" حال من الشرط. "بلا حذر" بلا جار ومجرور متعلق برجح، و"لا" بمعنى "غير" مضافة إلى حذر.
* "وربما" رب حرف تقليل، و"ما" كافة "بعد قسم" بعد ظرف متعلق برجح وقسم مضاف إليه "شرط" نائب فاعل رجح. "بلا ذي" بلا جار ومجرور متعلق برجح وذي مضاف إليه. "خبر" مضاف إليه إيضًا. "مقدم" نعت لذي خبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>