للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثالث: أن المتكلم بها لا يستدعي جوابًا من مخاطبه (١).

والرابع: أنه يتوجه إليه التصديق أو التكذيب (٢).

والخامس: أن المبدل منها لا يقترن بهمزة الاستفهام (٣) تقول: "كم رجال في الدار عشرون بل ثلاثون" ويقال: "كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون؟ ".

تنبيه: يروى قول الفرزدق:

كم عمة لك يا جرير وخالة … فدعاء قد حلبت علي عشاري (٤)

(١) لأنه مخير لا مستخبر، بخلاف الاستفهامية، والأحسن في جوابه أن يكون على حسب موضعها من الإعراب ويجوز رفعه مطلقًا.

(٢) لأنه مخبر، والخبر عرضة لأن يصدقه السامع أو يكذبه.

(٣) لأن هذا لبدل خبري كالمبدل منه وهو "كم"، والخبر لا يتضمن معنى الاستفهام؛ بخلاف الاستفهامية، فغنه يجب اقتران البدل منها بالهمزة؛ لأنها تتضمن معنى الاستفهام، قال الناظم:

وبدل المضمن الهمز يلي … همزا؛ كمن ذا أسعيد أم علي

(٤) بيت من الكامل، من قصيدة للفرزدق يهجو فيها جريرًا الشاعر، وكان الهجاء بينهما مستديما.

اللغة والإعراب: فدعاء: وصف الأنثى، من الفدع؛ وهو اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيهما، وذلك من كثرة الحلب، أو المشي وراء الإبل. حلبت علي: أي: على كره مني. عشاري: جمع عشراء، وهي الناقة التي مضى عل حملها عشرة أشهر.

"كم" خبرية مبتدأ، أو استفهامية مقصود بها التهكم والسخرية، "عمة" بالجر تمييز "لكم" على الخبرية، وبالنصب على الاستفهامية. "لك" جار ومجرور صفة لعمة، و"خالة" معطوفة على عمة. "فدعاء" صفة لعمة وخالة، منصوب بالفتحة على رواية النصب، وعلى رواية الجر بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف، و"قد حلبت"، والجملة خبر=

<<  <  ج: ص:  >  >>