للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجر عمة وخالة على أن "كم" خبرية، وبنصبهما؛ فقيل: إن تميمًا تجيز نصب مميز الخبرية مفردًا (١)، وقيل: على الاستفهام التهكمي، وعليهما (٢) فهي مبتدأ، و"قد حلبت" خبر، والتاء للجماعة؛ لأنهما عمات وخالات (٣)، وبرفعهما على الابتداء، و"حلبت" خبر للعمة أو الخالة، وخبر الأخرى محذوف (٤) وإلا لقيل: قد حلبتا، والتاء في حلبت للوحدة؛ لأنهما عمة واحدة وخالة واحدة، و"كم" نصب على المصدرية (٥) أو الظرفية.

= " كم" "على" متعلق بحلبت "عشاري" مفعول حلبت، وياء المتكلم مضاف إليه.

المعنى: على الإخبار: كثير من عماتك وخالاتك يا جرير، كن من جملة خدمي وقد تعوجت أرساغهن من كثرة حلبهن نياقي على كره مني.

على الاستفهام: أخبرني يا جرير، بعدد عماتك وخالاتك اللاتي كن يخدمنني ويحلبن نياقي، حتى تعوجت أرساغهن من كثرة الحلب، فقد نسيت عددهن؟

الشاهد: "في عمة وخالة" فقد روي فيهما الرفع والنصب والجر، وقد ذكر المصنف تخريج كل، فتنبه يا أخي.

(١) قال الرضي: وبعض العرب ينصب خبر "كم" الخبرية مفردًا كان أو جمعًا بلا فصل أيضًا، اعتمادًا في التمييز بينها وبين الاستفهامية على قرينة الحال، وعلى هذا يجوز نصب "عمة" مع كون "كم" خبرية. وقول الرضي هذا: هو الذي اعتمد عليه الذين أجازوا النصب في تمييز كم الخبرية.

(٢) أي: على رواية الجر، والنصب.

(٣) لأن "كم" واقعة على متعدد، أو للوحدة، وأفرد الضمير نظرًا للفظ "كم".

(٤) أو جملة "قد حلبت" خبر عنهما، والإفراد على تأويله بكل منهما، كما قيل: الأذان والإقامة سنة، أي: كل منهما.

(٥) في هذا التعبير تسامح، والأحسن أن يقال: نصب على المفعولية المطلقة.

هذا: وحاصل إعراب "كم" بقسميها: أنها إذا وقعت على زمان أو مكان فهي ظرف للفعل بعدها مبني على السكون في محل نصب، نحو: كم يومًا صمت؟ وكم ميلا مشيت؟ =

<<  <  ج: ص:  >  >>