للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما كذا (١): فيكنى بها عن العدد القليل والكثير (٢) ويجب في تمييزها النصب، وليس

= الرجاء: الأمل وترقب حصول الشيء. فكأين: فكثير، آلما: اسم فاعل من "ألم يألم" بمعنى: تألم يتألم، والمراد: صاحب ألم. حم: قدر وكتب وهيء. "فكأين"

الفاء للتعليل، وكأين اسم بمعنى كثي، مبتدأ مبني على السكون في محل رفع

"آلما" تميز لها. "حم" فعل ماض للمجهول. "يسره" نائب فاعل حم ومضاف إليه، والجملة خبر المبتدأ، "بعد" ظرف زمان منصوب بحم، و"عسر" مضاف إليه.

المعنى: أبعد عن نفسك القنوط من نيل ما تطلب ولا تيأس، وترقب الوصول إلى ما تريد؛ فكثير من المتألمين واليائسين، قد قدر وكتب لهم اليسر بعد العسر، والفرج بعد الشدة والضيف، وإن مع العسر يسرًا، ومع الشدة فرجًا.

الشاهد: في قوله: "آلما" فإنه تمييز منصوب لكأين، فدل ذلك على أن تمييزها يكون منصوبًا كما يكون مجرورًا بمن؛ بخلاف تمييز "كم" الخبرية الذي لا يكون إلا مجرورًا.

وتخالف "كم" الخبرية فيما يأتي:

أ- أن "كم" بسيطة على الأرجح، أما "كأين" فمركبة من كاف التشبيه "وأي" المنونة على الصحيح؛ ولا أثر لهذا التركيب في معناها الآن بعد أن صارت كلمة واحدة.

ب- أن "كم" تجر بالحرف، وبالإضافة، وتقع استفهامية، أما "كأين" فلا تجر بشيء، ولا تخرج إلى الاستفهام. وذهب ابن قتيبة وابن عصفور إلى جواز جرها بحرف الجر.

جـ- وأن تمييز "كم" يجر بالإضافة، أو بمن ظاهرة أو مضمرة أما تمييز كأين فمجرور بمن الظاهرة غالبًا، وإذا لم يجر بمن كان منصوبًا.

د- إذا وقعت "كأين" مبتدأ، وجب أن يكون خبرها جملة، أما "كم" فلا يلزم فيها ذلك، وتقع "كأين" مفعولا بها، تقول: كأين رجلا رأيت.

(١) هي مركبة من كاف التشبيه، و"ذا" الإشارية، وقد أصبحت كلمة واحدة معناها: الإخبار عن عدد قليل أو كثير، وتعرب على حسب العوامل.

(٢) وهي توافق "كأين"؛ في التركيب، وفي البناء والإبهام، والافتقار إلى التمييز بمفرد. وتشبه "كم" الخبرية؛ في الإخبار وفي الإبهام، وفي البناء، وفي الحاجة إلى تمييز، وتخالفها فيما ذكره المصنف؛ من أنها لا تكون في الصدر، وتمييزها واجب النصب على الأرجح.

<<  <  ج: ص:  >  >>