للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: "فعيل" بمعنى مفعول (١) نحو: رجل جريح وامرأة جريح، وشذ ملحفة جديدة، فإن كان "فعيل" بمعنى فاعل لحقته التاء (٢) نحم: امرأة رحيمة وظريفة، فإن قلت: مررت بقتيلة بني فلان ألحقت التاء خشية الإلباس (٣)؛ لأنك لم تذكر الموصوف.

الثالث: "مفعال" كمنحار، وشذ ميقانة (٤).

الرابع: "مفعيل" كمعطير (٥)، وشذ امرأة مسكينة. وسمع مسكين على القياس.

الخامس: "مفعل" كمغشم، ومدعس (٦).

(١) أي: بشرط أن يعرف موصوفه؛ أي: المتصف بمعناه، فلا يستعمل استعمال

الأسماء غير المشتقة، وليس المراد بالموصوف -هنا- الموصوف النحوي وهو النعت، وإنما المقصود: الموصوف المعنوي الذي يتصل به معنى المشتق؛ ليشمل ما إذا كان الوصف خبرًا، أو حالا، أو بيانا؛ مثل: الفتاة قتيل بحذف التاء، وسواء كان الموصوف المذكور ملفوظا به، أو منويا وملحوظا بقرينة تدل عليه؛ نحو: قتيل من النساء، وقد تلحقه التاء حملا على الذي بمعنى "فاعل" كقولهم: صفة ذميمة، وخصلة حميدة.

(٢) وقد تحذف حملا على الذي بمعنى مفعول، نحو: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ [سورة الأعراف الآية: ٥٦]، [سورة يس الآية: ٧٨].

(٣) أي: بالمذكر، وبهذا يعلم أنه إذا استعمل "فعيل" بمعنى مفعول استعمال الأسماء؛ بأن لم يعرف الموصوف وجب ذكر التاء لعدم اللبس، نحو: رأيت في المجزر ذبيحة.

(٤) من اليقين وهو عدم التردد، يقال رجل ميقان، وامرأة ميقانة؛ أي: يكثر كل منهما اليقين والتصديق بما يسمعه.

(٥) أي: كثير العطر طيب الرائحة، ومثله "منطيق" للرجل البليغ، والمرأة البليغة.

(٦) المغشم: الجريء الشجاع الذي لا يثنيه شيء عن إدراك ما يرد ويهوى.

والمدعس: الطعان من الدعس، وهو الطعن. وإلى أوزان المشتقات التي لا تدخلها التاء الفارقة، أشار الناظم بقوله:

ولا تلي فارقة "فعولا" … أصلا "ولا المفعال والمفعيلا"

كذاك "مفعل" وما تليه … تا الفرق من ذي فشذود فيه

=

<<  <  ج: ص:  >  >>