للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحطيئة:

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ (١)

وقال آخر:

وزندك أثقب أزنادها (٢)

(١) صدر بيت من البسيط، وعجزه:

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

وهذا البيت من قصيدة للحطيئة، يخاطب سيدنا عمر بن الخطاب، وكان قد حبسه حين هجا الزبرقان بن بدر بقوله:

دع المكارم لا ترحل لبغييها … واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

اللغة والإعراب: لأفراخ: الأفراخ: جمع فرخ وهو ولد الطائر، والمراد هنا: الصغار من أولاد الشاعر. "ذو مرخ" اسم واد باليمامة. زغب: جمع زغباء من الزغب، وهو أول ما ينبت من الريش والشعر. الحواصل: جمع حوصلة، وهي كيس في أسفل عنق الطائر يجتمع فيه غذاؤه، وهذا كناية عن صغر الفرخ وضعفه. "ماذا" اسم استفهام مبتدأ وخبر أو مفعول لتقول: "زغب الحواصل" زغب صفة لأفرخ والحواصل مضاف إليه. "لا" نافية. "ماء" مبتدأ والخبر محذوف؛ أي: لهم. "ولا" الواو عاطفة ولا زائدة لتأكيد النفي. "شجر" معطوف على ماء.

المعنى: ما قولك في أولاد صغار بهذا المكان، ولا ماء عندهم ولا شجر، إذا شكوا إليك حالهم وما هم فيه من حاجة؟ وبعد هذا البيت:

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة … فاغفر عليك سلام الله يا عمر

قيل: إن عمر لما سمع ذلك رق له وأخرجه من السجن: ويقولون: إن "ذو مرخ واد كثير الشجر، ولكنه قال: لا ماء ولا شجر، من باب التلطف لا غير.

الشاهد: جمع "فرخ" على أفراخ شذوذًا، القياس: أفرخ، وفراخ.

(٢) عجز بيت من المتقارب للأغشى؛ ميمون بن قيس، يمدح قيس بن معد يكرب الكندي. وهو من شواهد سيبويه، وصدره.

وجدت إذا أصلحوا خيرهم

اللغة والإعراب: وجدت: ألفيت. أصلحوا، المراد: أصلحوا شئونهم، وورد اصطلحوا من الصلح. زندك: الزند: تقدم معناه قريبًا، أثقب: أكثر نارًا واشتعالا، من أثقب النار=

<<  <  ج: ص:  >  >>