للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس السادس: علامة التثنية، وعلامة جمع تصحيح المذكر (١)، فتقول في زيدان وزيدون، علمين معربين بالحروف: زيدي (٢) فأما قبل التسمية فإنمنا ينسب إلى مفردهما، ومن أجرى "زَيْدان" علمًا مجرى "سَلْمان" (٣)، وقال:

ألا يا ديار الحي بالسبعان (٤)

=

وأول ذا القلب انفتاحا "وفَعِل""وفُعِل" عينهما افتح "وفَعِل"*

أي: اجعل المنقوص صاحب ذلك القلب عن أصل واليا فتحًا؛ أي: يجب فتح ما قبله وإذا نسب إلى ثلاثي مقصور العين، قلبت الكسرة فتحة للتخفيف، سواء كانت الفاء مضمومة، أم مفتوحة، أم مكسورة، وقد أجمل الناظم فيما ذكره، وأوضح المصنف ذلك كله وفصله فتدبر يا فتى.

(١) وكذلك ما ألحق بهما كاثنين، وعشرين وبابه، تقول: اثني، أو ثَنوي بالنسب إلى لفظه أو إلى أصله، وعشري، ومثلهما: جمع المؤنث على التفصيل الآتي:

(٢) فقد حذفت علامتا التثنية والجمع؛ لئلا يجتمع على الاسم الواحد علامتا إعراب، بالحروف، وبالحركات في ياء النسب.

(٣) أي: في لزوم الألف والإعراب على النون إعراب ما لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.

(٤) صدر بيت من الطويل، لتميم بن أبي بن مقبل، وقيل لغيره، وعجزه:

أمل عليها بالبلى الملوان

اللغة والإعراب: السبعان؛ اسم واد، أو جبل، ولا يعرف اسم على "فَعلان" غيره.

أمل: من أمل الكتاب إذا قال فكتب عنه. وضمن معنى كر فعدي بالباء.

البلى: مصدر بلي الثوب؛ إذا خلق. الملوان: الليل والنهار، "إلا" أداة استفتاح. "بالسبعان" متعلق بمحذوف حال من ديار الحي. "زمل" فعل ماض. "الملوان" فاعل.

المعنى: أن ديار هؤلاء القوم بهذا المكان، أصابها البلى والخراب بمرور الأيام والأعوام.

الشاهد: في السبعان؛ فإنه في الأصل تثنية سبع، ثم سمي به فصار علمًا على مكان بعينه، وأجراه الشاعر مجرى المفرد كسلمان، ولو أجرى مجرى المثنى نظرًا إلى معناه الأصلي لقيل: بالسبعين، وأعرب بالياء لأنه في محل جر.


* و"أول" فعل أمر مبني على حذف الياء. "ذا القلب" ذا مفعول أول، والقلب مضاف إليه، "انفتاحًا" مفعول ثان؛ أي: اجعل صاحب هذا لقلب واليا فتحًا. "وفعل" مبتدأ. "وفعل" عطف عليه. "عينهما" مفعول افتح مقدم، وجملة "افتح" خبر
المبتدأ. "فعل" معطوف على الضمير المجرور بالإضاف محلا، ولم يعد الجار لجواز
ذلك عند الناظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>