السابعة: أن تَلتقي هي والياء في كلمة (١)، والسابق منهما ساكن متأصِّل ذاتا وسكونا، ويجب حينئذ إدغام الياء في الياء.
مثال ذلك فيما تقدمت فيه الياء: سَيّد وميّت، أصلهما: سَيْوِد ومَيْوِت (٢).
ومثاله فيما تقدمت فيه الواو: طَيّ ولَيّ، مصدرا طَوَيْت ولَوَيْت، وأصلهما طَوْي ولَوْي (٣)، ويجب التصحيح إن كان من كلمتين (٤)؛ نحو: يَدْعُو ياسِر، ويَرَمْي واعِد، أو كان السابق منهما متحركًا؛ نحو: طَوِيل وغَيور، أو عارض الذات (٥)؛ نحو: رُويَة مخفف رُؤْيَة، أو عارِض السكون؛ نحو: قَوْيَ؛ فإن أصله الكسر، ثم إنه سكن للتخفيف؛ كما يقال في عَلِمَ: عَلْمَ.
=
بالعكس جاء لام "فُعْلَى" وَصْفا … وكَوْنُ قُصْوَى نادِرًا لا يَخفى*
أي: بعكس لام "فعلى" المذكورة في البيت قبله، والتي ستجيء بعد، تبدل الواو الواقعة لاما لفعلى وصفا ياء، وندر "قصوى" بإقرار الواو قياسا، ولا يخفى أنه فصيح استعمالا لوروده في القرآن، أما "فعلى" اسما فتسلم فيها الواو كما سيأتي، وإن كانت لام "فعلى" ياء سلمت في الاسم والصفة؛ نحو: الفتيا، والقصيا، تأنيث الأقصى.
(١) أي: واحدة، أو ما هو في حكم الكلمة؛ كمسلمي في حالة الرفع؛ لأن المتضايفين كالشيء الواحد.
(٢) أما ساد، فإنه من ساد يسود اتفاقا، ومات: من يموت على إحدى اللغتين، ووزنهما على الراجح عند البصريين "فيعل".
(٤) وكذلك إذا كانا في كلمة واحدة، ولم يلتقيا؛ مثل: زيتون ونيروز.
(٥) بأن كان منقلبا من غيره؛ كالمبدل عن الألف؛ نحو: سوير وبويع، أو عن الواو؛ كديوان؛ فإن أصله دوّان، فالياء بدل من الواو الأولى، أو عن الهمزة، كمثال المصنف.
* "بالعكس" جار ومجرور متعلق بمحذوف، حال من لام فعلى. "وصفا" حال من فعلى. "وكون قصوى" كون مبتدأ، وقصوى مضاف إليه، من إضافة المصدر الناقص إلى اسمه. "نادرًا" خبره. "لا يخفى" لا نافية، والجملة خبر المبتدأ.