للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أشبهه في الوزن والزيادة معا، أو باينه فيهما معا، وجب التصحيح (١): فالأول نحو: أبيض وأسو (٢)، وأما نحو "يزيد" علما فمنقول إلى العلمية بعد أن أُعل إذ كان فِعلا (٣)، والثاني نحو: مِخْيَط (٤)، وهذا هو الظاهر (٥)، وقال الناظم وابنه: "وكان حق نحو مِخْيَط أن يعل؛ لأن زيادته خاصة بالأسماء، وهو مشبه لِتِعْلم، أي: بكسر حرف

= لتجانس الكسرة كما سبق، ففيها إعلالان: أحدهما بالنقل والآخر بالقلب وقد أشبه هذا النوع المضارع في زيادته الخاصة في أوله، ولكن فيه علامة يمتاز بها عن الفعل؛ وهي أن هذا الوزن وهو "تفعل" بكسر التاء وضمها، خاص بالاسم ولا يجيء في الفعل.

وفيما تقدم من هذه المسألة يقول الناظم:

ومثل فِعْل في ذا الإعلال اسم … ضَاهي مُضارعا وفيه وَسْمُ*

أي: إن الاسم الذي يشبه الفعل المضارع، يكون مثل الفعل في الإعلال بالنقل، وقوله: "وفيه وسم" معناه: أن يكون في الاسم علامة يمتاز بها عن الفعل؛ بأن يشبهه في الوزن فقط، أو في الزيادة فقط.

(١) أما في حالة المشابهة في الأمرين فلئلا يتوهم أنه فعل، وفي حالة المباينة فيهما يبعد عن الفعل الذي هو الأصل في الإعلال.

(٢) فهذان وصفان يشبهان "أعلم" في الوزن وزيادة الهمزة، فلو أعلا لقيل: أباض وأساد، فيلتبسان بالفعل.

(٣) أي: إن الإعلال دخله وهو مضارع قبل نقله للعلمية واستصحب معها، فلا يقال: إنه شابه المضارع وزنا وزيادة، ومع ذلك أعل.

(٤) فإنه مباين للمضارع وزنا يكسر أوله؛ لأن المضارع لا يكون في الأغلب مكسور الأول.

وزيادة؛ لأنه مبدوء بميم زائدة، فالصيغة مختصة بالاسم. والمخيط: اسم لأداة الخياطة.

(٥) أي: كون علة تصحيح نحو: مخيط، مباينته المضارع وزنا وزيادة بدون نظر

إلى من يكسر حرف المضارعة لقلته.


* "ومثل فعل" مثل خبر مقدم وفعل مضاف إليه. "في ذاته" متعلق بمثل لما فيه من معنى المماثلة. "الإعلال" عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة. "اسم" مبتدأ مؤخر. "ضاهى مضارعا" الجملة نعت لاسم. "وفيه" خبر مقدم. "وسم" مبتدأ
مؤخر، والجملة نعت ثان لاسم أو حال والرابط الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>