للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كاد" نحو: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾.

و"أوشك" كقوله:

يوشك من فر من منيته

= مفعول أول. "ذوو الأحلام" فاعل ومضاف إليه. "سجلا" مفعول ثان. "على الظما" متعلق بسقا، وسكن للشعر. "أعناقها" اسم كرب ومضاف إليه. "أن تقطعا" المصدر المؤول من أن والفعل خبر، والألف للإطلاق.

المعنى: كان الشاعر قد مدح قوم إبراهيم فلم يعطوه شيئا؛ إذ يقول:

مدحت عروقا للندى مصت الثرى … حديثا فلم تهمم بأن تتزعزعا

والمراد بالعروق: قوم إبراهيم، فهو يقول: سقى أصحاب العقول -يريد هشاما وصحبه- هذه العروق التي مدحتها ولم تجزني سجال الكرم، وأجزلوا العطاء، وقد كانوا في شدة الفاقة والبؤس، تكاد أعناقهم أن تتقطع من الحاجة؛ يريد أنهم حديثو عهد باليسار والنعمة.

الشاهد: اقتران خبر "كرب" بأن، وهذا نادر، حتى إن سيبويه لم يحك فيه غير التجرد. وهذا البيت حجة عليه.

وفيما تقدم يقول ابن مالك:

وكونه بدون "أن" بعد عسى … نزر و"كاد" الأمر فيه عكسا

وكعسى "حرى" ولكن جعلا … خبرها حتما بـ"أن" متصلا

وألزموا اخلولق "أن" مثل حرى … وبعد "أوشك" انتقا "أن" نزرا

ومثل "كاد" في الأصح "كربا" … وترك "أن" مع ذي الشروع وجبا

كأنشأ السائق يحدو وطفق … كذا جعلت وأخذت وعلق*

=


* "وكونه" مبتدأ، وهو مصدر كان الناقصة، والهاء مضاف إليه اسمها، وهي عائدة إلى الخبر، وخبرها محذوف، أي: واردا. "بدون" جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف. "أن" مضاف إليه مقصود لفظه.
"بعد" ظرف متعلق بالخبر المحذوف. "عسى" مضاف إليه. "نزر" خبر المبتدأ وهو كونه. "وكاد" الواو عاطفة. "كاد" مقصود لفظه مبتدأ أول. "الأمر" مبتدأ ثان. "فيه" متعلق بعكسا. "عكسا" فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى الأمر، والألف للإطلاق، والجملة خبر المبتدأ الثاني، وجملة الثاني وخبره خبر الأول. =

<<  <  ج: ص:  >  >>