للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ (١)، ويجوز إعمالها؛ استصحابا للأصل؛ نحو: ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ﴾ (٢). وتلزم لام الابتداء بعد المهملة فارقة بين الإثبات والنفي (٣)، وقد تغني عنها قرينة لفظية؛ نحو: إن زيد لن يقوم (٤)، أو معنوية؛ كقوله:

وإن مالك كانت كرام المعادن (٥)

(١) أي: في قراءة من خفف "لما"؛ فتكون "إن" مخففة مهملة، "كل" مبتدأ، "لما" اللام للابتداء، و"ما" زائدة. "جميع" خبر. "لدينا" ظرف متعلق "بمحضرون"، الواقع نعتا لجميع، على المعنى، أو "جميع" مبتدأ ثان. "محضرون" خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول. أما على قراءة تشديد "لما"، فتكون "إن" نافية، و"لما" بمعنى إلا، ولا شاهد فيه.

(٢) أي: بتخفيف "إن" و"لما" في قراءة نافع وابن كثير؛ فتكون "إن" مخففة من الثقيلة. "وكلا" اسمها اللام للابتداء، و"ما" زائدة" للفصل بين اللامين؛ أو موصولة، وتكون خبر إن. "ليوفينهم" اللام للقسم، والجملة لا محل لها، جواب قسم محذوف، وجملة القسم وجوابه صلة "ما". والتقدير: وإن كلا للذين والله ليوفينهم. وقيل: "ما" نكرة موصوفة، وجملة القسم وجوابه سدت مسد الصفة؛ أي: وإن كلا لخلق موفى عمله.

وإعراب هذه الآية على تشديد "إن" و"لما": "كلا" اسم إن. "لما" حرف جزم، والمجزوم محذوف؛ أي: لما يوفوا أعمالهم. "ليوفينهم" اللام للقسم، وجملة "يوفينهم" جوابه والقسم وجوابه كلام مستأنف. "إن" بمعنى إلا. "كلا" مفعول لفعل محذوف؛ أي: أرى مثلًا. ليوفينهم "اللام للقسم، وجملة "يوفينهم" جوابه؛ أي: ما أرى كلا، إلا والله ليوفينهم انظر التصريح والصبان والخضري، في آخر باب "إن وأخواتها".

(٣) أي: لتدل على أنها ليست النافية، ولذا تسمى اللام الفارقة؛ لأنها تفرق بين المخففة والنافية. وقد تلحق هذا اللام "إن" العاملة، إذا حصل لبس، بأن كان إعراب الاسم خفيا؛ نحو: إن هذا، أو يحيى، لقائم.

(٤) القرينة اللفظية: كون الخبر منفيا، ولام الابتداء لا تدخل على المنفي، ويبعد في الفصيح أن يراد بإن النفي؛ لوجوده في الخبر، ولو أريد ذلك؛ لجيء بالكلام مثبتا من أول الأمر، بدلا من إدخال النفي على النفي لإبطال الأول.

(٥) عجز بيت من الطويل، للطرماح بن حكيم الطائي، وصدره: =

<<  <  ج: ص:  >  >>