للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله -تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ﴾ (١)، وقوله -تعالى: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ﴾ (٢).

والرابع: ما يرد بهما والغالب كونه للرجحان؛ وهو ثلاثة: ظن (٣)، وحسب (٤)، وخال (٥)؛ كقوله:

ظننتك إن شبت لظى الحرب صالبا (٦)

(١) " اعلم" هنا بمعنى تيقن واعتقد، وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعوليها.

(٢) "علم" في الآية بمعنى ظن، والضمير "هن" مفعولها الأول، و"مؤمنات" المفعول الثاني.

(٣) أي: التي بمعنى الرجحان واليقين، وهي كثيرة في الأول، قليلة في الثاني، فإن كانت ظن بمعنى اتهم، تعدت لواحد، وسيبين المصنف ذلك.

(٤) أي: التي بمعنى ظن، وهي بكسر السين، وتأتي بمعنى تيقن بقلة، ويجوز فتح السين في المضارع وكسرها. أما "حسب" بفتح السين، فهي بمعنى عد، ومضارعها "يحسب" بضم السين.

(٥) أي: التي بمعنى ظن، وتأتي بمعنى علم قليلا. أما "خال" بمعنى تكبر -من الاختيال- فهي لازمة.

(٦) صدر بيت من الطويل، لم نقف على قائله، وعجزه:

فعردت فيمن كان عنها معردا

اللغة والإعراب:

شبت: اشتعلت واتقدت وتأججت. لظى الحرب: نارها وأوارها. صاليا: داخلا فيها، وخائضا غمارها. عردت: أحجمت وفررت، والتعريد: الفرار، أو سرعة الذهاب في الهزيمة. "ظننتك" الكاف مفعول أول لظننت. "إن شبت" شرط وفعله.

"لظى الحرب" فاعل شبت ومضاف إليه، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، "صاليا" مفعول ظن الثاني. "فعردت" الفاء عاطفة. "معردا" خبر كان، والجملة من كان ومعموليها صلة "من".

المعنى: ترجح عندي، إذا اضطرمت نيران الحرب وحمي وطيسها، أن تقتحمها وتخوض غمارها غير هياب ولا وجل، ففررت، وانهزمت مع المنهزمين.

الشاهد: استعمال ظن بمعنى الرجحان، ونصبها مفعولين كما بينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>