للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقوله -تعالى: ﴿يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ﴾ (١)

وكقول الشاعر:

وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة (٢)

وقوله:

حسبت التقى والجود خير تجارة (٣)

(١) " يظنون" في الآية بمعنى يتيقنون، وأن ومعمولاها سدت مسد المفعولين.

(٢) صدر بيت من الطويل، لزفر بن الحارث الكلابي، في وصف موقعة "مرج راهط" بالشام. وعجزه:

عشية لاقينا جذام وحميرا

وبعده:

فلما لقينا عصبة تغلبية … يقودون جردا في الأعنة ضمرا

سقيناهمو كأسا سقونا بمثلها … ولكنهم كانوا على الموت أصبرا

فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه … ببعض أبت عيدانه أن تكسرا

اللغة والإعراب:

"وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة": معناه: كنا ظننا شيئا فوجدنا الأمر على غير ذلك. وهذه العبارة مأخوذة من المثل: "ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة". جذام وحمير: قبيلتان من قبائل اليمن، وجذام: لقب عمرو، وحمير: لقب العرنجج. "كل" مفعول أول حسبنا. "بيضاء" مضاف إليه. "شحمة" مفعول ثان. "عشية" منصوب على الظرفية بحسب. "جذام" مفعول لاقينا، و"حميرا" معطوف عليه، وهما ممنوعان من الصرف للعلمية والتأنيث لاسم القبيلة.

المعنى: كنا ظننا في قومنا؛ لما نعلمه من شجاعتهم ومقدرتهم الفائقة في الحرب القدرة على قهر الأعداء بمجرد اللقاء، مع شدتهم وبأسهم، وأن الأعداء سيهزمون حين يرون أنهم أمام شجعان لا قبل لهم بمنازلتهم، ولكنا وجدنا في الأعداء قدرة وصلابة وصمودا للقتال، وصبرا لم يكن منتظرا. وهذا من خبر ما قيل في إنصاف الخصوم.

الشاهد: استعمال "حسب" بمعنى الرجحان، ونصبه مفعولين.

(٣) صدر بيت من الطويل، للبيد بن ربيعة، وعجزه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>