للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقوله:

إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى (١)

=

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

اللغة والإعراب:

رباحا، أي: ربحا. ثاقلا، أي: ميتا؛ لأن الجسم يثقل إذا فارقته الروح. "التقى" مفعول أول حسب. "خير تجارة" مفعول ثان ومضاف إليه. "رباحا" منصوب على التمييز. "إذا" شرطية. "ما" زائدة. "المرء" اسم لأصبح محذوفة تفسرها المذكورة، وخبرها محذوف أيضا. "ثاقلًا" بمعنى ثقيلا، خبر أصبح. ويجوز أن يكون "المرء" مبتدأ، وجملة "أصبح" خبره.

المعنى: علمت وتيقنت أن تقوى الله، والجود بالمال وبالنفس إذا اقتضى الأمر، أحسن تجارة تعود على الإنسان بخير ربح، إذا مات وفارق هذه الدنيا؛ ذلك لأنه سيجد ما أعده الله خيرا وأعظم أجرا.

الشاهد: استعمال حسب بمعنى علم، ونصبه مفعولين كما ذكرنا.

(١) صدر بيت من الطويل، لم نقف على قائله. وعجزه:

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

اللغة والإعراب:

إخالك: أظنك، وهو بكسر الهمزة، مع أن القياس في همزة المضارعة فتحها، ولكن جمهور العرب كسروها في هذا الفعل، ما عدا بنو أسد؛ فإنهم يفتحونها على القياس. تغضض الطرف: تصرف العين وتغمضها. ذا هوى: صاحب عشق. يسوم: يكلفك ويجشمك. الوجد: الهيام والحزن. "إخالك" فعل مضارع، والفاعل أنا، والكاف مفعول أول. "إن لم تغضض" شرط وفعله. "الطرف" مفعوله، والجواب محذوف يدل عليه ما قبله. "ذا" بمعنى صاحب، مفعول ثان لإخال. "هوى" مضاف إليه. "يسومك" مضارع فاعله يعود على هوى والكاف مفعوله، والجملة صفة لهوى. "ما" اسم موصول مفعول ثان ليسومك. "لا يستطاع" الجملة صلة ما. "من الوجد" بيان لما.

المعنى: أظنك إن لم تغمض عينيك، وتكف بصرك عن النظر إلى الحسان ومفاتنهن، صاحب عشق وحب، يجشمك الصعاب، ويقودك إلى ما لا تستطيع تحمله من الحزن والألم.

الشاهد: استعمال مضارع خال -وهو بمعنى الرجحان- في نصب مفعولين؛ هما كاف الخطاب، و"ذا هوى".

<<  <  ج: ص:  >  >>