للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سيبويه والأخفش: وكونهما متصلين (١)؛ فلو قلت: أأنت تقول؟ فالحكاية (٢)، وخولفا (٣). فإن قدرت الضمير فاعلًا بمحذوف، والنصب بذلك المحذوف جاز اتفاقًا. واغتفر الجميع الفصل بظرف، أو مجرور، أو معمول القول (٤)؛ كقوله:

أبعد بعد تقول الدار جامعة (٥)

(١) أي: لا يفصل بين الاستفهام والمضارع فاصل. ومن النحاة من يشترط عدم الفصل.

(٢) أي: إذا قلت: أأنت تقول محمد مسافر، مثلا، فيتعين الرفع على الحكاية إذا جعل الضمير مبتدأ.

(٣) أي: خالفهما الكوفيون والبصريون. فأجازوا النصب، ولم يعتدوا بالضمير فاصلا.

(٤) سواء كان المعمول مفعولا، أو حالا، أو غيرهما. ويجوز الفصل بأكثر من واحد مما ذكر.

(٥) صدر بيت من البسيط، لم نقف له على قائل، وعجزه:

شملي بهم أم تقول البعد محتوما

اللغة والإعراب:

جامعة: اسم فاعل جمع؛ والجمع ضد التفريق. شملي: مصدر شملهم الأمر؛ إذا عمهم، ويطلق الشمل على العذق من النخلة، وعلى الاجتماع؛ يقال: فرق شملهم؛ أي: ما اجتمع من أمرهم، وجمع الله شملهم؛ أي: ما تفرق منه. محتوما، أي: واجبا؛ وهو اسم مفعول من حتم الأمر، أوجبه. "أبعد" الهمزة للاستفهام، و"بعد" ظرف زمان متعلق بجامعة أو بتقول. "بعد" مضاف إليه. "الدار" مفعول أول لتقول. "جامعة" مفعول ثان. "شملي" مفعول أول لتقول الثاني. "محتوما" مفعوله الثاني.

المعنى: أبعد التفرق والتنائي بيننا، تظن الدار تجمع شملنا ثانية؟ ونلتقي بعد ذلك؟ أم تظن البعد أصبح أمرا مقضيا به علينا إلى الأبد؟

الشاهد: إجراء القول مجرى الظن في شطري البيت، ونصبه مفعولين، والأول مفصول من الاستفهام بالظرف، والثاني متصل بالاستفهام بأم. ومثال الفصل بالجار والمجرور: أفي الدار تقول زيدا مريضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>