للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

أجهالًا تقول بني لؤي؟ (١)

(١) صدر بيت من الوافر، للكميت بن زيد الأسدي، يمدح مضر، ويفضلهم على أهل اليمن، وعجزه:

لعمر أبيك أم متجاهلينا

اللغة والإعراب:

أجهالًا: جمع جاهل. بنو لؤي: يراد بهم جمهور قريش وعامتهم؛ لأنهم ينسبون إلى لؤي بن غالب. لعمر أبيك: لحياته وبقاؤه. متجاهلينا، المتجاهل: الذي يتصنع الجهل، ويتكلفه وليس بجاهل. "أجهالًا" الهمزة للاستفهام، و"جهالًا" مفعول ثان مقدم لتقول. "بني لؤي" مفعول أول ومضاف إليه. "لعمر" اللام للابتداء، و"عمر" مبتدأ. "أبيك" مضاف إليه. والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي؛ والجملة معترضة. "أم" عاطفة معادلة للهمزة. "متجاهلينا" معطوف على جهالا.

المعنى: أخبرني -وحياة أبيك- أتظن بني لؤي جهالا، حين استعملوا أهل اليمن على أعمالهم؟ وقدموهم على بني مضر، مع فضلهم عليهم؟ أم هم عالمون بالحقيقة، ومقدرون النتائج، ولكنهم يتصنعون الجهل؛ لحاجة في أنفسهم؟.

الشاهد: إعمال "تقول" عمل "تظن"، ونصبه مفعولين. وقد فصل بين همزة الاستفهام، والفعل بفاصل وهو "جهالا"، واغتفر الفصل؛ لأن الفاصل معمول للفعل، إذ هو مفعول ثان له كما عرفت في الإعراب.

الخلاصة: أن القول إذا كان بمعنى الظن، واستوفى الشروط التي ذكرت، نصب مفعولين؛ فإن اختل شرط من هذه الشروط، لم يكن بمعنى الظن، وإنما يكون بمعنى النطق والتلفظ، فينصب مفعولا واحدا فقط. وهل يلحق به -إذا كان معناه النطق والتلفظ- ما يؤدي معناه من كلما؛ مثل: أوحيت، ناديت، دعوت؟ رأيان. والأنسب الجواز ما دام المعنى واضحا.

قال -تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ﴾، ﴿لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ﴾، ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾، ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾، ولا داعي للتأويل في هذه الآيات بتقدير قول. وفي القول وشروطه يقول ابن مالك:

و"كتظن اجعل" "تقول" إن ولي … مستفهما به ولم ينفصل

=

<<  <  ج: ص:  >  >>