للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية (١): أن يكون متصلًا (٢) حقيقي التأنيث، نحو: ﴿إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَان﴾ وشذ قول بعضهم: "قال فلانة" (٣)، وهو رديء لا ينقاس (٤).

المعنى: يقول لمحبوبته: إن رأيتي فيما مضى وأنا شاب لي لمة تنزل إلى أذني، فلا تعجبي اليوم من منظري، فإن حوادث الدهر وكوارثه ذهبت بها وأزالتها، يريد: أنه أصبح أصلع الرأس، وذلك دليل الضعف، وأمارة الكبر والعجز.

الشاهد: تجريد الفعل "أودى" من علامة التأنيث للضرورة، مع أنه مسند إلى ضمير عائد إلى مؤنث وهو الحوادث، وقد سوغ ذلك أن الحوادث مجازي التأنيث، ولا يقال: إنه لا ضرورة في هذا البيت؛ لأنه لو قال: أودت بها؛ لاستقام الوزن؛ لأن القافية مؤسسة، والألف في أودى ملتزمة في أبيات القصيدة، وتسمى عند العروضيين: "حرف الردف" وتركها في بعض الأبيات عيب غير مقبول.

(١) أي المسألة الثانية التي يجب فيها التأنيث.

(٢) أي اسمًا ظاهرًا متصلًا بعامله مباشرة، وقد أشار الناظم إلى حالتي الوجوب بقوله:

وإنما تلزم فعل مضمر … متصل أو مفهوم ذات حر

أي أن علامة التأنيث تلزم في الفعل الذي يكون فاعله ضميرا متصلا عائدا على مؤنث، لا فرق في ذلك بين المؤنث الحقيقي والمجازي، وكذلك إذا كان الفاعل اسمًا ظاهرا متصلا به، دالا على مؤنث حقيقي، وهذا قوله: "مفهم ذات حر"، والحر: الفرج: وأصله حرح، حذفت لام الكلمة تخفيفًا.

(٣) "فلانة" ليس دالا على مؤنث، كفاطمة وزينب مثلا، ولكنه يدل على لفظ مؤنث.

(٤) فيقتصر فيه على السماع وهو قليل، وقد أشار الناظم إلى هذا، وإلى جواز ترك التاء في مجازي التأنيث في المسألة الأولى، بقوله:

والحذف قد يأتي بلا فصل ومع … ضمير ذي المجاز في شعر وقع


* "وإنما" أداة حصر، "فعل" تلزم، "مضمر" مضاف إليه، "متصل" نعت لمضمر. "أو مفهم" معطوف على "مضمر -أي أو فعل اسم ظاهر مفهم، بشرط اتصال ذلك الظاهر بعامله، "ذات مفعول به لمفهم، "حر" مضاف إليه.
* "والحذف" مبتدأ، "قد يأتي" الجملة خبر المبتدأ، "بلا فصل" جار ومجرور متعلق بيأتي، "ومع" الواو عاطفة أو استئنافية، و"مع" ظرف متعلق بوقع. "ضمير" مضاف إليه، "ذي المجاز" مضاف إليه أيضًا، "ذي" بمعنى صاحب،

<<  <  ج: ص:  >  >>