للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما جاز في الفصيح، نحو: نعم المرأة، وبئس المرأة؛ لأن المراد الجنس (١)، وسيأتي أن الجنس يجوز فيه ذلك (٢).

ويجوز الوجهان في مسألتين:

أي: وقد تحذف التاء من الفعل الذي فاعله مؤنث ظاهر حقيقي، من غير فصل وذلك قليل: وكذلك تحذف من الفعل الذي فاعله ضمير يعود على مؤنث مجازي، وهذا الحذف قليل مخصوص بالشعر.

(١) فالمرأة لا يراد بها واحدة معينة، وإنما هي رمز لجنس المرأة ممثلًا في الفاعل.

(٢) أي يجوز فيه ترك التاء؛ لأن فيه معنى الجماعة، والجماعة مؤنث مجازي التأنيث، ولا يلزم في هذه الصورة أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرا، فقد يكون ضميرا مفسرا بنكرة بعده، نحو: نعم فتاة زينب، وإلى هذا يشير الناظم بقوله:

والحذف في "نعم الفتاة" استحسنوا … لأن قصد الجنس فيه بين

أي أنه يجوز في نعم وأخواتها إذا كان فاعلها مؤنثها، إثبات التاء وحذفها وإن كان مفردا مؤنثا حقيقيا؛ لأن فاعلها مقصودا به استغراق الجنس، والحذف جنس والإثبات أحسن منه.

هذا: ويجب التأنيث أيضًا:

أ- إذا كان الفاعل ضمير جمع تكسير لمذكر غير عاقل، نحو: الأيام بك ابتهجت، أو ابتهجن.

ب- أو كان الفاعل ضمير جمع تكسير أو سلامة لمؤنث، نحو: الجنود فرحت، أو فرحن، والتلميذات فرحت، أو فرحن.


"في شعر" متعلق بوقع وفاعل وقع يعود إلى الحذف، والجملة معطوفة على "قد يأتي"، أي: وقد وقع ذلك الحذف في الشعر.
* "والحذف" مفعول مقدم لاستحسنوا: "في نعم الفتاة" متعلق بالحذف -أو باستحسنوا، وهو مقصود لفظه؛ "لأن" اللام جارة، وأن حرف توكيد ونصب، "قصد الجنس" اسمها ومضاف إليه، "فيه" متعلق بقوله: "بين" الواقع خبرا لأن، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق باستحسنوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>