للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحداهما: المنفصل (١)، كقوله:

لقد ولد الأخيطل أم سوء (٢)

وقوله: "حضر القاضي اليوم امرأة"، والتأنيث أكثر، إلا أن كان الفاصل "إلا" فالتأنيث خاص بالشعر (٣)، نص عليه الأخفش، وأنشد على التأنيث.

(١) أي المؤنث الحقيقي الظاهر، المنفصل من فعله بفاصل.

(٢) صدر بيت من الوافر، لجرير الشاعر الأموي المشهور، يهجو الأخطل وعجزه:

على باب استها صلب وشام

اللغة والإعراب: الأخيطل: تصغير الأخطل الشاعر المشهور واسمه غياث بن غوث، استها: دبرها، صلب: جمع صليب، وهو للنصارى، شام: جمع شامة، وهي الخال والعلامة: "لقد" اللام موطئة للقسم وقد للتحقيق، الأخيطل: مفعول مقدم لولد، "أم سوء" فاعل ومضاف إليه، "على باب" جار ومجرور خبر مقدم، "استها" مضاف إليه، "صلب" مبتدأ مؤخر، و"شام" معطوف على صلب.

المعنى: أن الذي ولد الأخطل امرأة سيئة، لم تتحصن بالعفة، فهو سليل الفجور.

الشاهد: تجرد الفعل "ولد" من تاء التأنيث على أن فاعله مؤنث حقيقي التأنيث، وقد تقدم وجوب تأنيث الفاعل إذا كان فاعله مؤنثا حقيقيا، ظاهرًا كان أو مضمرا، وجاز ذلك؛ لأنه فصل بين الفعل والفاعل، فبعد الفعل بالفصل عن فاعله، وضعفت عنايته به، وإلى هذا يشير الناظم بقوله:

وقد يبيح الفصل ترك التاء في … نحو أتى القاضي بنت الواقف

أي أن الفصل بين الفعل وفاعله المؤنث الحقيقي يبيح تجريده الفعل من علامة التأنيث، نحو: أتى القاضي بنت الواقف، فيجوز أنت، وهو أجود.

(٣) التخصيص بالشعر مذهب الجمهور، ومثل "إلا" في الفصل "غير" أو"سوى" وإن كان مذكرا، لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه، ويلاحظ أن لفظ "غير" و"سوى" هو الذي يعرب فاعلًا.


* "وقد" حرف تقليل، "الفصل" فاعل يبيح: "ترك التاء" مفعول ومضاف إليه، "في نحو" متعلق بيبيح "القاضي" مفعول أتى، مقدم على الفاعل وهو بنت، "الواقف" مضاف إليه والجملة في محل جر بإضافة نحو إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>