للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما برئت من ريبة وذم … في حزبنا إلا بنات العم (١)

وجوزه ابن مالك في النثر (٢)، وقرئ: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَة﴾، ﴿فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ (٣).

(١) بيت من الزجر لم نقف على قائله.

اللغة والإعراب: برئت تخلصت وسلمت، ريبة: هي التهمة والشك، ذم: عيب، "ما" نافية، "برئت" فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، "من ريبة" جار ومجرور متعلق ببرئت، و"ذم" معطوف عليه، "إلا" حرف استثناء، "بنات العم" فاعل برئت ومضاف إليه.

المعنى: لم تسلم امرأة من التهمة والشك والعيب في حربنا إلا بنات الأعمام.

الشاهد: لحوق تاء التأنيث وهو "برئت"؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث مع وجود الفصل بإلا بالضرورة، وكان الحذف واجبًا؛ لأن الفاعل في الحقيقة ليس الاسم المؤنث المذكور بعد إلا، وإنما هو مذكر محذوف، أي ما برئ أحد إلا بنات العم، وهذا رأي الأخفش ومن تبعه.

(٢) أي أجاز الإثبات على قلة، والأحسن الحذف، وعليه فما جاء في البيت جار على أحد الوجهين الجائزين، وإن يكن مرجوحا، وفي ذلك يقول الناظم:

والحذف مع فصل بإلا فضلا … كـ"ما زكا إلا فتاة ابن العلا"

أي أن الحذف مع الفصل بإلا مفضل على التأنيث عند الناظم نثرا ونظما، نحو: ما زكا إلا فتاة ابن العلا، أي ما صلحت إلا فتاة الرجل المعروف بابن العلا، ويجوز على قلة ما زكت.

(٣) أي برفع "صيحة" بكان، وضم التاء من "ترى" ورفع "مساكنهم" على النيابة عن الفاعل، وهاتان القراءتان ليستا سبعيتين.


* "والحذف" مبتدأ، "مع" ظرف حال من فاعل فضلا، "فضل" مضاف إليه. "بإلا" متعلق بفضل، "فضلا" ماض للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى الحذف، والجملة خبر المبتدأ، "كما" الكاف جارة لقول محذوف، "ما" نافية، "زكا" فعل ماض، "إلا" أداة استثناء ملغاة، "فتاة" فاعل زكا. "ابن العلا" مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>