للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: المجازي التأنيث: نحو: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ (١)، ومنه (٢): اسم الجنس، واسم الجمع، والجمع (٣)؛ لأنهن في معنى الجماعة، والجماعة مؤنث مجازي، فلذلك جاز التأنيث، نحو (٤): ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح﴾، و ﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ﴾، وأورقت الشجر، والتذكير، نحو (٥): أورق الشجر: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾، ﴿وَقَالَ نِسْوَة﴾، وقام الرجال، وجاء الهنود، إلا أن سلامة نظم الواحد في جمعي التصحيح، أوجبت التذكير في نحو: قام الزيدون، والتأنيث في نحو: قامت الهندات (٦).

(١) يجوز في غير القرآن: وجمعت.

(٢) أي من مجازي التأنيث.

(٣) المراد جمع تكسير؛ لأن جمع المذكر السالم يجب تذكير فعله، كما أن جمع المؤنث السالم المستوفي للشروط، يجب تأنيث فعله على الأصح.

(٤) مثل المصنف لاسم الجمع فجمع التكسير، فاسم الجنس.

(٥) الأمثلة على هذا الترتيب: لاسم الجنس، فاسم الجمع المذكر، فاسم الجمع المؤث، فجمع التكسير المذكر، فجمع التكسير المؤنث، وإنما جاز الأمران مع المؤنث المجازي؛ لأن التأنيث في غير حقيقي، فالعناية به ضعيفة، وأيضا فهذا المؤنث في معنى المذكر.

(٦) وفي جمع التكسير يقول الناظم:

والتاء مع جمع سوى السالم من … مذكر كالتاء مع إحدى اللبن

أي أن التاء في فعل كل جمع -سوى جمع المذكر السالم- يجوز إثباتها وحذفها، كالتاء مع الظاهر المجازي للتأنيث، كلبنة، تقول: كسرت اللبنة، وكسر اللبنة، واللبن: الطوب النيئ الذي لم يحرق بالنار.


* "والتاء" مبتدأ، "مع" ظرف متعلق بمحذوف حال منه، أو من الضمير في الخبر، "جمع" مضاف إليه. "سوى" نعت لجمع، "السالم" مضاف إليه، "من مذكر" جار ومجرور متعلق بالسالم، "كالتاء" متعلق بمحذوف خبر المبتدأ "مع" ظرف متعلق بمحذوف حال من التاء، "إحدى اللبن" مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>