للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافا للكوفيين فيهما (١)، وللفارسي في جمع المؤنث (٢)، واحتجوا بنحو: ﴿إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل﴾ (٣)، ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَات﴾ (٤).

وقوله:

فبكى بناتي شجوهن وزوجتي (٥)

وأجيب بأن البنين والبنات لم يسلم فيهما لفظ الواحد (٦)، وبأن التذكير في "جاءك"

(١) فقد أجازوا تذكير الفعل وتأنيثه مع جمعي التصحيح، ومع اسمي الجنس أيضًا.

(٢) فقد أجاز فيه الأمرين ووافقه الناظم فلم يستثنه.

(٣) فقد أنث الفعل وهو "آمنت" مع جمع التصحيح المذكر وهو "بنو".

(٤) فقد ذكر الفعل وهو "جاء" مع جمع التصحيح المؤنث.

(٥) صدر بيت من الكامل لعبدة بن الطبيب، من شعراء الجاهلية وعجزه:

والظاعنون إلي ثم تصدعوا

اللغة والإعراب: "شجوهن"، الجو: الحزن والهم -من شجاه الأمر- يشجوه إذا أحزنه، "زوجتي"، الأفصح أن يقال: "زوج" للرجل والأنثى، وجمعه أزواج، تصدعوا: تفرقوا وانشعب شملهم، "بناتي" فاعل بكى، "شجوهن" مفعول لأجله ومضاف إليه، "زوجتي" معطوف على بناتي، وكذلك "الظاعنون"، "ثم" حرف عطف، "تصدعوا" فعل وفاعل.

المعنى: أن بناتي بكين علي من الحزن، وكذلك زوجتي، والذين وفدوا علينا ليشاركونا أحزاننا وهمومنا من المحبين، ثم انصرفوا بعد ذلك وتفرقوا كل لشأنه.

الشاهد: تجريد "بكى" من علامة التأنيث، مع أن الفاعل جمع مؤنث، وهو حجة للكوفيين والفارسي، وفي البيت شاهد آخر في قوله: "شجوهن"، فإن مفعول لأجله وهو معرفة بالإضافة للضمير، وفي هذا رد على من يقول: إنه لا يكون إلا نكرة، كالجرمي وغيره.

(٦) أي لا تغيير شكله، إذ الأصل "بنو" فحذفت لامه وزيد عليه واو ونون في التذكير، وألف تاء في التأنيث، والكلام في الجمعين إذا لم يحدث فيها تغيير، أما تغير منهما كبنين وبنات، فيجوز فيهما الوجهان اتفاقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>